ملخص
المقصود بتقييم الآثار البيئية هو تقييم الأثر للمشاريع ودراسة الجوانب السلبية ومحاولة التخفيف من الآثار وليس وقف المشاريع بل ضمان إدخال الأبعاد والعناصر البيئية في عملية التخطيط والتصميم، وكذلك إيجاد هندسة جيدة للمشروع وصولا إلى دراسة المؤثرات البيئية الناتجة عن المشروع و تشجيع النظر للبيئة في التخطيط واتخاذ القرارات والتوصل في نهاية المطاف إلى إجراءات أكثر ملائمة وتوافق مع البيئة لذلك ينبغي تقييم القضايا البيئية الرئيسية واختيارها وفقا لأساليب تقييم محددة مثل وضع النماذج الرياضية والمصفوفات، والحكم المهني, كما ينبغي وضع معايير هامة في هذه المرحلة لتقييم الأثر (مباشر/ غير مباشر، المدة، التردد، الانعكاسية، مستوى تأثير الكبير) كما يجب فهم جذور الأثر في هذه المرحلة لكي تكون قادرة على التخفيف من أثاره السلبية وتعزيز الايجابية في المرحلة القادمة.
إن طريقة المصفوفات قوية ومفيدة في تقييم الآثار البيئية بما يتلاءم مع المشاريع خاصة عند وجود خيارات وحلول معقدة وذلك لسهولة اختبار مختلف هذه الخيارات وتعطي لمحة عامة عن الحلول الممكن إتباعه بحيث تجعل من تصور نتائج الخيارات المختلفة مما يجعل الطريقة مفيدة لصناع القرار للوصول إلى أفضل مستوى.
الكلمات المفتاحية: مصفوفة ليوبولد, طريقة القوائم , مصفوفة تقييم الأثر السريع.
مقدمة
بدأ الآن على نحو متزايد الاهتمام والنظر إلى تقييم الأثر البيئي واستخدامه في سياق أوسع لخدمة أهداف التنمية المستدامة وبرز هذا الدور بشكل واضح في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في عام 1992 حيث نص المبدأ 17 من إعلان ريو ان ” إن تقييم الأثر البيئي يعتبر كأداة تجري للأنشطة المقترحة التي من المحتمل أن يكون لها آثار سلبية كبيرة على البيئة وتخضع لقرار سلطة وطنية مختصة [1].
تعددت الطرق المستخدمة في التنبؤ بالآثار وصفاتها ولكل طريقة إيجابياتها وسلبياتها وهي
1- الخبرة المهنية.
2- الدراسات السابقة
3- طريقة القوائم
4- المصفوفات
5- النماذج الرياضية الكمية
6- النماذج الفيزيائية التجريبية [2].
سنتعرض في هذا البحث طريقة المصفوفات حيث سنستعرض مصفوفة ليوبولد (Leopold matrix) بشكل من التفصيل إضافة إلى مصفوفة تقييم الأثر البيئي السريع Rapid Impact Assessment Matrix
أهمية المقالة
تتمثل أهمية البحث في تحديد خواص طريقة المصفوفات وكيفية استخدامها في التنبؤ بالآثار وصفاتها ومدى موثوقية هذه الطريقة ونجاعة استخدامها.
طريقة المصفوفات (Matrices Method)
تتنوع هذه المصفوفات بطرق عملها وبنتائجها وبالمواضيع التي تبحثها وكذلك الأشخاص القائمين على اكتشاف أو ممارسة أدائها ودراستها ، فمثلاً مصفوفة ليوبولد (LyoBold) تركز على بدائل المشروع واختيار ما يميزه بان آثار البيئة اقل بحيث يتم تنفيذه، بينما مصفوفة سفير (Sphere) تقييم عدة مواضيع طبوغرافية لمعرفة مدى تأثر العناصر البيئية في كل موضع بالمشروع، بينما تركز مصفوفة تفاعل المكونات على الكشف عن العلاقات الاعتمادية والتفاعل بين العناصر البيئية التي تميز النظم البيئية وتساعد هذه العملية في تتبع نتائج المشروع وملاحظة الآثار البيئية المباشرة وغير المباشرة [3].
مصفوفة تقييم الأثر السريع (RIAM) هي أداة جديدة لتنفيذ تقييم الأثر البيئي (EIA), يسمح نظام RIAM المبرمج بعرض المصفوفة في رسوم بيانية الشكل ، مما يعزز إلى حد كبير وضوح النتائج التي تنتجها هذه الطريقة, يوفر نظام RIAM نظامًا يمكن من خلاله التقييم السريع الخيارات التطوير والسيناريوهات المقترحة.
مصفوفة ليوبولد Leopold matrix:
وهي من أكثر الطرق الرائدة في دراسة الأثر البيئي، وتتضمن مصفوفة ليوبولد عرض وإبراز الآثار البيئية لعناصر المشاريع وقياس قوتها وأهميتها وقد طورت هذه المصفوفة بواسطة لونا ليوبولد سنة 1971 امتداد لطريقة القوائم. م ويتطلب تقييم الآثار البيئية تحديد جانبين للمشروع الذي يعتقد بظهور أثار بيئية له، وذلك وفق مقياس رقمي يتراوح بين (10،1). يمثل الجانب الأول قوة الأثر (Magnitude) على عناصر الوسط الطبيعي المختلفة. بينما يمثل الجانب الثاني أهمية المشروع على العنصر أو العناصر البيئية، وتتضمن مصفوفة ليوبولد مئة مشروع على المحور الأفقي وثمانين عنصراً بيئياً على المحور العمودي، وبالتالي يصبح عدد التفاعلات المحتملة في المصفوفة 8000. وغالبا ما يكون عدد المشاريع أو الأنشطة والعناصر البيئية التي تخضع للتقييم محدودة [4].
ويتلخص عمل مصفوفة ليوبولد بالتالي:
1) يتم تعريف جميع الأنشطة وتوضع هذه التعريفات في أعلى المصفوفة وتعنون الأعمدة أما -الصفوف فيكتب بها الظروف الراهنة.
2) يقسم كل مربع إلى نصفين، وفي أعلى الزاوية للمربع توضع قيمة التأثير (Magnitude) أما في أسفل المربع فيشار إلى أهمية الأثر (Importance).
أحيانا أهمية الأثر يحسب كالتالي:
للتبسيط قيمة التأثير في بعض البحوث تحسب من حاصل قسمة القيمة في حالة التشغيل على القيمة في المحددات.
(3) يتم وضع الأرقام بحيث تتراوح من واحد إلى عشرة حيث يكون (1) أدنى قيمة و(10) أعلى قيمة ولايوضع الصفر.
4) يتم وضع إشارة (+) إذا كان التأثير موجبا، وإشارة (-) إذا كان التأثير سالبا.
يتم ضرب شقي المربع بعضهما ببعض وجمعهما مع حاصل ضرب المربع الذي يليه وهكذا، ويتم ذلك بشكل أفقي وعمودي من اجل عدد النقاط السلبية والايجابية لكل من الصفوف والأعمدة ومن ثم معرفة عدد النقاط الكلية، ونبين فيما يلي مثال على مصفوفة ليوبولد تقييم الآثار البيئية مقابل الأنشطة الصناعية وأثر ذلك على عناصر البيئة المختلفة. وقد تم تفسير نتائج الأثر البيئي كما يلي:
(1) الآثار البيئية السلبية للأنشطة الصناعية [5]:
أ- المخلفات السائلة المتمثلة بالمياه العادمة الناتجة عن الصناعة: -334
ب – عملية استنزاف المياه: 170
ج- المخلفات الصلبة: 143
(2) الآثار الإيجابية: لقد كانت الصناعة إيجابية على العوامل الاقتصادية والاجتماعية بصوره عامة حيث كان الطلب على الخدمات أولا (63) لأن أي صناعة تحتاج إلى خدمات مثل الطرق والكهرباء والمياه. والطلب على الأيدي العاملة (35).
يبين الجدول التالي مثالاً عن مصفوفة ليوبولد:
الجدول (1): مثالاً على مصفوفة ليوبولد لقياس القوة والأثر لبعض الأنشطة الصناعية
الخلاصة:
لمقارنة طرق تقييم الأثر البيئي يجب أن تتوفر مجموعة من المعايير وهي:
تكلفة الطريقة الوقت اللازم، دقة النتائج، دوام السجل وضوح النتائج، شفافية النتائج، تكرار الطريقة وعالمية الاستخدام
مما سبق نجد أن طريقة المصفوفات:
1) سهلة التعديل, حتى أن متغيرات كثيرة تم تطويرها واستخدامها.
2) تحديد التأثيرات الأكثر أهمية (ترتيب التأثيرات على قوة تأثيرها).
3) فعالة من حيث التكلفة عند وضعها مقابل أنظمة تقييم التأثير البيئي التقليدية.
4) تصف تداخل التفاعلات البيئية.
5) العلاقة بين التنمية والبيئة أصبحت واضحة.
6) تمنح القدرة على تصنيف الأثر وثقله.
7) وبسبب القدرة على استخدام البيانات النوعية ، يمكن متابعة الطريقة على مستويات مختلفة في دورة التطوير، وبالتالي توفير التوجيه بشأن التأثيرات الإيجابية والسلبية المحتملة بطريقة أكثر استمراراً من الطرق الأخرى.
عيوب المصفوفة:
1. المصفوفات البسيطة لا يمكن أن تظهر التأثيرات التفاعلية بين الآثار البيئية.
2. لا تمنح طريقة موضوعية لمقارنة حجم الأثر البيئي وأهميته. إن سهولة استخدام طريقة المصفوف وقدرتها على توفير أحكام واضحة في تقييم الأثر البيئي قد يؤدي إلى قبول أوسع لتقييم الأثر في كل مراحل التخطيط والإدارة البيئية.
المراجع العربية
1.عامر، رياض حامد يوسف (2006)، تطوير منهجية لتقييم الاثر البيئي بما يتلائم مع المجتمع الفلسطيني التنموية والبيئية، رسالة ماجستير في العلوم البيئية كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية، نابلس – فلسطين
2. أ.م.د. فضيلة سلمان داوود هبة ناجي سلمان (2014) تقديم الأثر البيئي باستخدام مصفوفة تقييم الأثر السريع (RIAM) لبرج الحفر امسكو 204 رسالة ماجستير في العلوم البيئية كلية الإدارة والاقتصاد جامعة بغداد
المراجع الأجنبية :
3. Christopher M. R. Pastakia and Arne Jensen(1998),” THE RAPID IMPACT ASSESSMENT MATRIX (RIAM) FOR EIA’, VKI Institute for the Water
Environment
4. Baby,S., (2011), ” Assessing and Evaluating Anthropogenic Activities Causing Rapid Evolution in the Coastal Morphological Landscape Changes (CMLC) of Kuwait Using RIAM”, Environment and Natural Resources Research, Vol. 1, No. 1, PP152-170.
5.Subramani,T.; Kavitha,M.; Gandhimathi, P., (2012), “Environmental Impact Assessment In Kannankurchi Town Panchayat, International Journal of Engineering Research and Applications (IJERA) ,Vol. 2, Issue 3, pp.3170-3174