في مشاركة بحثية علمية على مستوى عالمي ضمن مؤتمر N-AERUS الحادي والعشرين
شاركت الأستاذة الباحثة عبير عبد العال من الجامعة الوطنية الخاصة في مؤتمر N-AERUS الحادي والعشرين بتقديمها بحثاً علمياً تحت عنوان : (جيوب البقاء وأزقة الرزق : تتبع الخبرات المحلية للحفاظ على الحيوية العمرانية في مدن ما بعد الحرب ـ حمص حالة درسية ـ ) , حيث تم استضافة المؤتمر من قبل قسم التخطيط الحضري والريفي بجامعة “كولنا”، بنغلاديش ، وقسم المدن والمجتمعات المستدامة ، بجامعة كاسل ، ألمانيا وذلك في الفترة الزمنية الواقعة بين ( 27.10.2022 – 29.10.2022 ) .
أقيم المؤتمر تحت رعاية رسمية من ( جامعة “كولنا” من بنغلاديش ، جامعة “كاسل” من ألمانيا ، و N-AERUS ) واستضاف مجموعة كبيرة ومتنوعة من الباحثين من مختلف الجنسيات معظمهم محاضرون في الجامعات أو أعضاء في منظمات عالمية مرتبطة بدراسات تهتم بدراسة المشاكل الناجمة عن التحضر علماً أن الحضور كان إما شخصياً ضمن مقرات وفرتها كل من الجامعين (كولنا وكاسل) أو عن طريق تطبيق zoom , كما دارت محاور المؤتمر بشكل رئيسي حول التحديات التي تواجهها الدولة وإدارات المدن ضمنها في معالجة التنمية الحضرية في دول جنوب الكرة الأرضية والأبحاث المشاركة المقدمة لمختلف التجارب من مختلف الدول حول العالم مع التركيز على مشكلات مدن العالم الثالث.
في سياق متصل جاءت محاور المؤتمر وفق الترتيب التالي : ( الموضوع الأول : ما وراء التحضر في الجنوب العالمي , الموضوع الثاني : دور الدولة في إعادة التأهيل والتحول الحضريين , الموضوع الثالث : الحركات المضادة والبديلة للتوسع العمراني , الموضوع الرابع : الاستجابة الجديدة للوباء لتعافي المدن )
عُرض البحث العلمي المقدم من إعداد الأستاذة الباحثة عبير عبد العال من الجامعة الوطنية الخاصة ضمن الجلسة الثامنة من اليوم الثاني للمؤتمر الواقع في 28 / 10 / 2022 , حيث ناقش البحث حالة مدينة حمص وتتبع ممارسات السكان في مدينة “حمص” السورية خلال العقد الماضي ، وسعيهم لتوفير ظروف حياة مقبولة بالرغم من ظروف الحرب القاسية التي واجهتها سوريا , حيث أعاد سكان المدينة خلال زمن الحرب اكتشاف الأزقة والشوارع في أحيائهم وشكلوا منها “فراغات للبقاء على قيد الحياة” , ثم وفي فترة ما بعد الحرب ، أعادوا تشكيل الأرصفة والشوارع المحلية والميادين الصغيرة لخلق “ممرات لكسب العيش”, ونجحوا في خلق شبكة متوازنة من الفراغات الحيوية توزعت على كامل الأحياء المسكونة بالمدينة ، مما يؤكد على أهمية قراءة هذه الممارسات والاستفادة منها في الدراسات التي يتم إعدادها على مستوى إدارة المدينة .
جاء هذا البحث العلمي القيّم من ضمن مجموعة متنوعة من الأوراق البحثية المطروحة والتي تتحدث عن مدن مختلفة وتحديات مختلفة من أنحاء العالم , والتي تناول بعضها تناول مشاريع الإسكان وناقش نتائجها وبعضها الآخر ناقش مجالات التعامل مع أحياء المخالفات المنتشرة في معظم مدن العالم الثالث وأكد على أهمية التشاركية المجتمعية وسبل تمويل مشاريع التطوير العمراني والأفق المستقبلية في هذا المجال .
وتجدر الإشارة إلى أهمية ما توصل إليه المؤتمر من ضرورة التدخل الحذر لحل المشاكل التي تعاني منها مدن الجنوب لاسيما تلك المتعلقة بالتفكك العمراني ضمن المدن وسوء توزع الخدمات وضعف شبكات الربط بين أجزاء المدينة , ومن أن معالجة أحياء المخالفات في المدن لا يكمن في إخلاء الحي من سكانه وإعادة إعماره من جديد بل بالتدخل الواعي المتدرج للارتقاء بالخدمات بالمنطقة المستهدفة وتحقيق ربط فعال مع بقية أجزاء المدينة , وأكد البيان الختامي على ضرورة التفكير أيضاً في انعكاسات التغير المناخي والعمل على دعم مرونة المدن والمجتمعات لمواجهة التحديات الصعبة القادمة.