اختتمت فعالية معرض الأشغال اليدوية لشباب وشابات متلازمة داون التي أقامتها جمعية رعاية الطفل على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الفائت 5/6 حزيران 2023 باستضافة خاصة من رئاسة الجامعة الوطنية الخاصة ممثلةً بالأستاذ الدكتور عهد خزام ونائبه للشؤون العلمية الدكتور حازم مللي والأستاذ سمير البرازي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للعلوم والتنمية وعدداً كبيراً من الطلاب.
جاء المعرض بادرةً اجتماعية من جمعية رعاية الطفل والتي نجحت في إلقاء الضوء على شريحة هامّة في المجتمع ـ شباب وشابات داون ـ الذين عملت كوادر الجمعية على بناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع وقادرين على الانخراط به بشكلٍ فعلي والاندماج مع أبنائه.
وأفادت في هذا الشأن الآنسة سلوى زهراوي ـ مشرفة على التدريب المهني في الجمعية ـ بأن تعليم أبناء متلازمة داون كان يتم وفق مرحلتين الأولى مرحلة أكاديمية تشمل الأساس العلمي والنظري للأنشطة المهنية أما الثانية فهي مرحلة تطبيقية لكافة المعارف والمعلومات والتي تمكنهم من اكتساب المهنة أو الحرفة بشكلها الأمثل والصحيح , مضيفةً أن الهدف الرئيسي من سلسلة التدريبات المهنية هو تمكين الشباب والشابات من الاعتماد على أنفسهم وجني ثمار تعبهم وعملهم بشكلٍ مستقل .
أما عن رغبات شباب وشابات داون وخياراتهم المهنية , أشارت الآنسة رشا سباعي ـ مشرفة على قسم التدريب المهني لفئة الشباب ـ إلى وجود أقسام مختلفة ومتنوعة ( الخياطة , الحلاقة , التطريز , الطبخ , الحرق على الخشب , وغيرها ) ويختار كلٌ منهم رغبته الخاصة به ومن ثم يبدأ العمل على تدريبهم بشكل دائم ومستمر لامتلاك الأدوات والمهارات العملية اللازمة لاحتراف المهنة , ونوّهت الآنسة رشا سباعي إلى أن التعامل مع أبناء داون يقتضي الكثير من الوقت والجهد والصبر ولا يمكن الحصول على نتائج حقيقية دون العمل الجماعي والتعاون .
تألق شباب وشابات داون في المكتبة المركزية بتقديم عروض راقصة أمام حشد كبير من طلاب الوطنية والاندماج معهم عبر عملية البيع والشراء لبعض الأعمال التي صنعوها (لوحات خشبية , ألبسة منوّعة , تطريز وحياكة , أنواع مختلفة من الطعام والحلويات , صناعة الشموع والحلي وأشجار الزينة) وحول فائدة هذه المعارض بالنسبة لأبناء داون , تحدثت الآنسة نهى التركماني ـ مشرفة على قسم التدريب المهني لفئة الشابات ـ قائلةً إن عملية التحفيز والتشجيع التي يتلقاها شباب وشابات داون على أعمالهم , تترك لديهم أثراً كبيراً يدفعهم دائماً لتقديم المزيد وإتقان عملهم بكلّ شغف ورغبة .
كرّمت بدورها الجامعة الوطنية الخاصة ممثلةً برئيسها الأستاذ الدكتور عهد خزام والأستاذ سمير البرازي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للعلوم والتنمية جميع المشاركين من جمعية رعاية الطفل بتقديم هدايا تذكارية تشجيعاً وتحفيزاً لهم للاستمرار في سلسلة النجاحات والصعود نحو سلمّ التميز.
والجدير بالذكر أن جمعية رعاية الطفل شهدت قصص نجاح فردية وجماعية مميزة:
قصة النجاح الأولى : الشابة هالة , التي قررت والدتها الأستاذة سحر الأخرس تعليمها السباحةً في سنٍ مبكر خشية تواجدها في أماكن خطرة , لكنها وجدت في طفلتها دافعاً للتجربة ورغبةً في تعلم مهارة السباحة , لاحقاً شاركت هالة في الأولمبياد الخاصة ومثلت بلدها سورية في أبوظبي وحازت على المرتبة الثانية من بين المشاركين من دول الشرق الأوسط , كما تعلمت هالة رقص الباليه وشاركت بفقرات راقصة ضمن دار الأوبرا في العاصمة دمشق والعديد من المسارح الأخرى , أما عن موهبتها الخاصة في فن الرسم فقد أقامت هالة عام 2007 معرضاً لأعمالها والتي بلغت 45 لوحة فنية وحققت نجاحاً فريداً من نوعه .
قصة النجاح الثانية: الشاب طه والذي تميّز من بين أقرانه بالنحت على الخشب وقدرته الكبيرة على صنع لوحات خشبية فائقة الجمال فقد بلغ عددها أكثر من 20 لوحة خشبية حتى اليوم , كما استطاع طه بعد سنوات كاملة من التمرن والتدرب المستمر على لعبة الجمباز الرياضية من المشاركة في بطولات الجمباز على مستوى مصر والإمارات العربية المتحدة حيث حاز على المركز الأول على مستوى سورية في لعبة الجمباز .
يأتي هذا المعرض في إطار ربط الجامعة بالمجتمع المحلي والذي بات اليوم بجهود جمعياته الخيرية ومؤسساته التعليمية يُحدث نقلةً نوعية في مستوى الوعي ويدفع بأبنائه وطلابه للحاق بالعلم والسعي الدائم نحو مستقبلٍ أفضل.
الجامعة الوطنية الخاصة في حماة -2022-
تطوير مديرية الإعلام و الإعلان – قسم الإعلام الرقمي –