الـجــامعــــة الــوطنيـــــة الـخــاصـــــة

الواحة الأكاديمية للجامعة الوطنية الخاصة

إنترنت الأشياء – رحلة من المفهوم إلى بلدنا

الكاتب: د. يعرب عبد الله

دكتور في هندسة الكمبيوتر | متخصص في الشبكات الذكية و الذكاء الاصطناعي التطبيقي

إن فهمنا العميق لإنترنت الأشياء اليوم هو بوابة عبورنا نحو مستقبل رقمي أكثر تكاملًا وذكاء ، فـإنترنت الأشياء ليس تقنية عابرة… بل هو فلسفة جديدة تُعيد تعريف علاقة الإنسان بالعالم من حوله .”

إنترنت الأشياء (Internet of Things – IoT): شبكة هائلة من الأجهزة والمكونات الذكية المتصلة بالإنترنت، حيث تقوم هذه الأجهزة بجمع البيانات وتحليلها ومشاركتها فيما بينها، مما يُحدث ثورة في طريقة تفاعل الإنسان مع العالم المحيط به. لقد أسهم التطور الهائل في تقنيات الرقائق الإلكترونية منخفضة التكلفة والتوسع الكبير في الشبكات اللاسلكية بجعل الربط بين الكائنات المادية والإنترنت أمرًا ممكنًا وسهلًا. اليوم، يمكن أن يكون كل شيء – بدءًا من كبسولة دواء دقيقة وصولًا إلى طائرة ضخمة – جزءًا من منظومة إنترنت الأشياء، ما يعزز تكامل العالمين الرقمي والمادي ويمنح الأشياء من حولنا “وعياً رقمياً” غير مسبوق.

في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا، لم يعد الاتصال بين الأشياء رفاهية، بل أصبح حجر الأساس لبناء مجتمعات ذكية ومتقدمة .”

فهرس المحاور الأساسية

  • تعريف شامل لإنترنت الأشياء
  • أبرز التطبيقات والأمثلة الواقعية
  • إنترنت الأشياء الصناعي (IIoT) ودوره في الصناعة 4.0
  • أهمية إنترنت الأشياء عالميًا واقتصاديًا
  • نظرة تاريخية على تطور IoT
  • تحديات أمنية وخصوصية تواجه IoT
  • استعراض لأهم التطبيقات المستقبلية
  • لغات البرمجة الداعمة لإنترنت الأشياء
  • المشهد العالمي والواقع المحلي (حالة سوريا)
  • خاتمة ورؤية مستقبلية

كيف يمنح الاتصال بالإنترنت الأشياء ذكاءً رقمياً؟

إن ربط الأشياء بالإنترنت و تزويدها بالحساسات (Sensors) يُضفي عليها بُعداً ذكياً غير مسبوق، حيث تتمكن من التفاعل مع محيطها، تبادل البيانات، واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي دون تدخل بشري مباشر. هذه القدرة التحليلية والاستجابية الفورية تجعل العالم من حولنا أكثر ذكاءً وكفاءة، إذ تندمج البيئة الفيزيائية مع الفضاء الرقمي في منظومة ديناميكية واحدة. في هذا المقال، سنقدم إجابة علمية وشاملة عن سؤال “ما هو إنترنت الأشياء؟”، ونستعرض مجالاته وتطبيقاته التي بدأت بالفعل في تغيير ملامح المستقبل

الثورة الحقيقية ليست في الحوسبة أو الإنترنت، بل في الأشياء التي باتت تملك القدرة على التفكير نيابة عنا

ما هو إنترنت الأشياء؟ – المفهوم والأبعاد العلمية:

يمثل إنترنت الأشياء (IoT) تطوراً جذرياً في مسار الإنترنت، حيث لم يعد مقتصرًا على الحواسيب والهواتف الذكية، بل توسّع ليشمل مجموعة واسعة من الكائنات والآلات والبيئات والعمليات. اليوم، يُدرك العالم أن هذه التقنية تُعيد رسم خريطة القطاعات المختلفة، من الزراعة والرعاية الصحية إلى الصناعة والطاقة، مرسّخةً بذلك مبدأ “كل شيء متصل”.

ورغم أن بعض التعريفات الفنية قد تبدو معقدة، إلا أن جوهر الفكرة بسيط:

إنترنت الأشياء هو منظومة مترابطة من الأجهزة الذكية والآلات الرقمية التي تمتلك معرّفات فريدة (UIDs)، قادرة على جمع ونقل البيانات عبر الشبكة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر“.

يتيح هذا الترابط بناء بيئات ذكية قادرة على اتخاذ القرارات وتحسين الأداء بشكل ذاتي ومستمر.

أمثلة عملية توضح قوة إنترنت الأشياء

أي كائن مادي مزوّد بقدرات اتصال ونقل بيانات يمكن اعتباره جزءًا من نظام إنترنت الأشياء. إليك أبرز الأمثلة التي تُجسّد هذا المفهوم:

  • مصابيح ذكية: تُضاء أو تُطفأ باستخدام تطبيق على الهاتف الذكي.
  • مستشعرات الحركة ومنظمات الحرارة الذكية في المباني الذكية.
  • أنظمة الإضاءة الذكية في الشوارع التي تتفاعل مع حركة المرور أو الظروف الجوية.
  • دمى الأطفال الذكية التي تتفاعل صوتيًا وحركيًا مع الطفل.
  • السيارات ذاتية القيادة التي تعتمد على مجموعة معقدة من الحساسات والبرمجيات.

حتى الأنظمة الضخمة مثل محركات الطائرات النفاثة تعتمد على آلاف الحساسات المدمجة لجمع البيانات وتحليلها لحظيًا، ما يضمن الأداء الأمثل ويزيد من عمر المعدات. أما على مستوى المدن، فتبرز مشاريع المدن الذكية التي تستخدم شبكات ضخمة من الحساسات لمراقبة البيئة، تحسين استهلاك الطاقة، تنظيم المرور، وتعزيز جودة الحياة

إنترنت الأشياء الصناعي (IIoT) – العمود الفقري للصناعة 4.0

يمثل إنترنت الأشياء الصناعي (Industrial IoT – IIoT) أحد الركائز الأساسية للثورة الصناعية الرابعة، حيث يتم توظيف تقنيات إنترنت الأشياء بشكل متخصص في القطاع الصناعي وبيئات الأعمال.

يستخدم IIoT  مزيجاً متقدماً من الحساسات، والشبكات، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، من أجل تحسين كفاءة العمليات الصناعية، تقليل التكاليف، وخلق مصادر دخل جديدة. تنتقل هذه التقنية من مجرد مراقبة الأنظمة إلى التحكم الذكي و الصيانة التنبؤية، مما يمكّن المصانع من تقديم خدمات مبتكرة مثل الصيانة الوقائية بدلًا من بيع المعدات فقط.

❝ الإنقلاب الصناعي الرابع  ليس مجرد مرحلة جديدة، بل ثورة تصنع المصانع الذكية التي تتعلم وتُقرر وتُبدع في كل دقيقة.❞

على نطاق أوسع، يمتد تأثير IIoT ليشمل سلاسل الإمداد العالمية، حيث يتيح المراقبة والتحكم اللحظي في كل مرحلة من مراحل الإنتاج والتوزيع، بما يسهم في رفع الكفاءة والمرونة التشغيلية بشكل غير مسبوق.

توصيل الأشياء بالإنترنت: ثورة الاتصال بين العالمين الرقمي والمادي

يُشكّل ربط الأشياء بالإنترنت وإضافة الحساسات الذكية إليها قفزة نوعية نحو عالم أكثر ذكاءً وتفاعلاً. فالأجهزة المتصلة باتت قادرة على تبادل البيانات فيما بينها لحظيًا دون الحاجة إلى تدخل الإنسان، مما يجعل بيئتنا المحيطة أكثر استجابة وديناميكية. وهكذا، تتكامل العوالم الرقمية والفيزيائية لتخلق منظومة ذكية تتفاعل مع المتغيرات لحظة بلحظة.

رغم التشابه بين المصطلحين، إنترنت كل شيء (IoE) يُعد مفهوماً أشمل وأكثر تطوراً، صاغته شركة “سيسكو” ليمثل التكامل الكامل بين الأشخاص والبيانات والأشياء والعمليات.

مكونات إنترنت كل شيء (IoE):

  1. الأشخاص: كمستخدمين متصلين بالشبكة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الأجهزة الصحية الذكية.
  2. الأشياء: مثل المستشعرات والمعدات الذكية التي تولد وتستقبل البيانات.
  3. البيانات: التي تُجمع وتعالج لتتحول إلى معلومات ذات قيمة.
  4. العمليات: التي تربط بين الأشخاص والأشياء والبيانات لتحقق نتائج ملموسة.

عندما تتحدث الآلات مع الآلات، يصبح الإنسان في مقعد القائد، يراقب عالمًا لا يعرف التعب ولا يغفل عن التفاصيل.

الفرق الأساسي:

  • IoT  يركز على اتصال الأشياء ببعضها البعض.
  • IoE  يتجاوز ذلك ليشمل الإنسان والبيانات والعمليات ضمن منظومة مترابطة وذكية

لماذا يُعد إنترنت الأشياء ثورة حقيقية؟

يكمن جوهر إنترنت الأشياء في قدرته على تمكين الأجهزة من إرسال واستقبال البيانات باستمرار، مما يجعلها “ذكية” وقادرة على اتخاذ قرارات مستقلة.

تصنف الأجهزة في شبكات انترنيت الأشياء:

  1. أجهزة تجمع وترسل البيانات: مثل مستشعرات الطقس التي تراقب درجات الحرارة والرطوبة.
  2. أجهزة تتلقى البيانات وتتصرف بناءً عليها: كالأقفال الذكية التي تُفتح تلقائيًا عند تلقي إشارة مُشفّرة.
  3. أجهزة تجمع البيانات وتتفاعل معها: مثل المركبات ذاتية القيادة التي تدمج المعلومات البيئية وتقرر مسارها في الوقت الحقيقي.

القيمة الحقيقية لإنترنت الأشياء لا تكمن في كمية البيانات التي تُجمع، بل في كيفية تحويل هذه البيانات إلى معرفة قابلة للاستخدام تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الإنسان وبيئته. اسمحوا لي بالقول أن “إنترنت الأشياء” لم يعد مجرد رفاهية تقنية أو ابتكار هندسي معزول، بل أصبح حجر الأساس في بناء المدن الذكية والأنظمة الصحية المتقدمة والصناعات ذاتية التنظيم. إنه باختصار، الجسر الحقيقي الذي يربط بين الواقع المادي والعالم الرقمي، ليُشكّل بذلك واحدة من أعظم الثورات التكنولوجية التي عرفتها البشرية.

كلما زادت قدرة الأشياء من حولنا على استشعار البيئة والتفاعل معها، اقتربنا خطوة أخرى من بناء عالمٍ ذكيّ قادر على استباق احتياجاتنا قبل أن ننطق بها .”

تاريخ الإنترنت للأشياء

بين عامي 1980 و1990، ظهرت فكرة دمج المستشعرات والذكاء الاصطناعي في الأشياء المادية، ولكن، رغم بعض المشاريع المبدئية مثل آلة البيع المتصلة بالإنترنت التي طورتها جامعة كارنيغي ميلون لصالح شركة كوكاكولا، إلا أن تقدم هذه التقنية كان بطيئًا جدًا في تلك الفترة. فقد كانت التكنولوجيا في مرحلة مبكرة جدًا، حيث كانت الرقائق الإلكترونية ضخمة وثقيلة، كما كانت الطرق المتاحة للتفاعل بين الأشياء شبه معدومة. كان هناك احتياج ماسة لمعالجات منخفضة التكلفة وموفرة للطاقة لتمكين ملايين الأجهزة من الاتصال ببعضها البعض لتحقيق مفهوم “الإنترنت للأشياء”.

بالتزامن مع هذا، قدم نظام “التعريف باستخدام موجات الراديو” (RFID) كحل للمشكلات التقنية، حيث كان يعد رقائق منخفضة استهلاك الطاقة وتوفر اتصالًا لاسلكيًا. في الوقت ذاته، شهدت القدرة على الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة (Broadband) والشبكات الخلوية واللاسلكية تطورًا كبيرًا، مما أسهم في دفع الإنترنت للأشياء للأمام.

إحدى المحطات الحاسمة التي ساعدت على توسع الإنترنت للأشياء كانت اعتماد “بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس” (IPv6) الذي وفر عددًا كافيًا من عناوين الـ IP لكل الأجهزة في العالم. في عام 1999، استخدم “كيفن آشتون” لأول مرة مصطلح “الإنترنت للأشياء”، ولكن استغرق الأمر عقدًا كاملاً قبل أن تصل التكنولوجيا إلى المستوى الذي تصوره آشتون. وفي مقابلة له، وصف آشتون الإنترنت للأشياء قائلًا:

إنترنت الأشياء يجمع و يربط بين الثقافات البشرية، حيث تتكامل الأشياء التي نمتلكها مع أنظمة المعلومات الرقمية“.

مدى انتشار الإنترنت للأشياء

يشهد الإنترنت للأشياء انتشارًا كبيرًا ويستمر في التوسع بسرعة في المستقبل. في الوقت الحالي، يتجاوز عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت عدد البشر، ومن المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت للأشياء إلى حوالي 41.6 مليار جهاز بحلول عام 2025، وفقًا لتوقعات شركة IDC. توفر المعدات الصناعية والأنظمة المؤتمتة فرصًا هائلة للاتصال بالأجهزة، كما أن المنازل الذكية والأجهزة القابلة للارتداء ستصبح شائعة بشكل متزايد في المستقبل القريب.

بحلول عام 2020، كان هناك حوالي 5.8 مليار جهاز متصل في مجالات الأعمال وصناعة السيارات، وفقًا لتحليل شركة “غارتنر”. يعد قطاع المرافق العامة أحد القطاعات التي استفادت بشكل كبير من الإنترنت للأشياء، وذلك بسبب استخدام العدادات الذكية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد الأجهزة الأمنية مثل أنظمة كشف التسلل والكاميرات المراقبة عبر الإنترنت من أكبر مستهلكي أجهزة الإنترنت للأشياء.

القطاعات الأسرع نموًا في الإنترنت للأشياء تشمل:

  • أنظمة التشغيل الآلي مثل الإضاءة الذكية
  • السيارات الذكية
  • الأجهزة الطبية

مكونات الإنترنت للأشياء (الهيكل المعماري أو المستويات الستة للإنترنت للأشياء)

يتكون هيكل الإنترنت للأشياء من ستة مكونات رئيسية:

  1. المستشعرات (Sensors)
  2. الاتصالات (Connectivity)
  3. الحوسبة السحابية (Cloud Computing)
  4. تحليل البيانات (Data Analytics)
  5. واجهة المستخدم (User Interface | UI)
  6. المحركات أو المشغلات (Actuators)

تساهم هذه المكونات في تعزيز قدرة الأنظمة على التعلم والتطور بمرور الوقت. من المتوقع أن يكون الإنترنت للأشياء جزءًا لا يتجزأ من العديد من التقنيات المستقبلية. يشمل نظام الإنترنت للأشياء شبكة من الأجهزة الذكية والمستشعرات والمحركات التي يمكنها التفاعل مع بعضها البعض.

كيفية عمل الإنترنت للأشياء

  1. جمع البيانات: تقوم المستشعرات بجمع البيانات من البيئة المحيطة.
  2. نقل البيانات: يتم نقل هذه البيانات عبر البوابات والاتصالات إلى السحابة أو قاعدة البيانات للمعالجة.
  3. تحليل البيانات: بعد تحليل البيانات، يتم تقديم النتائج للمستخدم عبر واجهة المستخدم.
  4. اتخاذ القرارات: بناءً على هذه النتائج، يمكن للمستخدم اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى إرسال إشارات إلى أجهزة الإنترنت للأشياء لتنفيذ الأوامر المطلوبة.

تعد “واجهة المستخدم” (User Interface | UI) أحد العناصر الحيوية في نظام إنترنت الأشياء، حيث تمثل الطبقة المرئية التي يتفاعل معها المستخدم. بالنسبة للمطورين، فإن تصميم “واجهة مستخدم سهلة الاستخدام” (User-Friendly UI) يعد من أولوياتهم لضمان تفاعل المستخدم مع النظام بكل سهولة وراحة.

بفضل التطورات التكنولوجية الحديثة، أصبحت تصاميم “الواجهات التفاعلية” (Interactive Designs) أحد أبرز معايير الراحة في استخدام الأجهزة الذكية. على سبيل المثال، استبدل الناس الأزرار التقليدية بلوحات اللمس الملونة (Touch Panels) للتحكم في الأجهزة المنزلية، ما يعزز تجربة المستخدم.

أصبح تصميم واجهات المستخدم عاملاً تنافسيًا رئيسيًا في سوق المنتجات الرقمية، حيث يفضل المستخدمون الأجهزة التي تقدم لهم تجربة استخدام سلسة وبسيطة، بالإضافة إلى دعم الاتصالات اللاسلكية مثل Wi-Fi وBluetooth.

“في عالم الغد، ستتحدث الأشياء بلغتنا… والأذكى ليس من يمتلك البيانات، بل من يعرف كيف يحوّلها إلى قرار.”

يعرب عبد الله

ما هي التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء؟

رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها تقنية إنترنت الأشياء (IoT)، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات الأساسية التي تؤثر على فاعليتها وأمنها، ومنها:

  1. أمن إنترنت الأشياء (IoT Security): يُعد الأمن من أكبر التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء، كل جهاز متصل بالإنترنت هو نقطة ضعف محتملة. فملايين الأجهزة التي تبث بياناتها لحظة بلحظة تفتح الباب واسعًا أمام الهجمات السيبرانية وسرقة البيانات.حيث تقوم الحساسات الذكية بجمع كميات هائلة من البيانات الحساسة المتعلقة بسلوك المستخدمين، مما يجعل حماية هذه البيانات أمرًا بالغ الأهمية لبناء ثقة المستهلكين. ولكن، للأسف، لا يزال مستوى الأمان في العديد من أجهزة إنترنت الأشياء ضعيفًا. للحد من هذه المخاطر، يجب على الشركات المصنعة أن تلتزم بالمعايير الأمنية مثل:
    • توفير كلمات مرور فريدة لكل جهاز.
    • إنشاء نقاط اتصال للإبلاغ عن الثغرات الأمنية.
    • تحديد فترة زمنية لتوفير التحديثات الأمنية.

تكمن المشكلة في أن تكلفة إنتاج الأجهزة الذكية المنخفضة تجعل من الصعب تنفيذ هذه المعايير، مما يساهم في انتشار الأجهزة غير الآمنة.

إن التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء ليست إلا محطات اختبار… ينجو منها من يمتلك العلم والإرادة، ليصنع من كل عائق سلمًا نحو المستقبل.”

يعرب عبد الله

       2. الخصوصية وإنترنت الأشياء (IoT Privacy): تُعد حماية الخصوصية من أكبر التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء بسبب الكم الهائل من البيانات التي يتم جمعها من الحساسات. على سبيل المثال، يمكن للمنازل الذكية تتبع أنماط حياة الأفراد مثل:

    • وقت استيقاظ المستخدم عبر ماكينة القهوة الذكية.
    • عادات استخدام فرشاة الأسنان الذكية.
    • اختيارات الترفيه عبر المساعدات الصوتية.
    • عادات التسوق عبر الثلاجات الذكية.
    • حركات الأطفال وأفكارهم عبر الألعاب الذكية.
    • تتبع الزوار عبر الأجراس الذكية.

هذه البيانات تُجمع وتُستخدم من قبل الشركات لتحقيق أرباح، مما يثير تساؤلات حول كيفية التعامل معها وحمايتها من الاستغلال غير القانوني.

“كلما زاد اتصال الأشياء… ازدادت ثغرات العالم الافتراضي، وأصبح أمن البيانات معركة يومية تُحدد مصير الأفراد والمؤسسات .”

      3. إدارة الكم الهائل من البيانات: تنتج أجهزة إنترنت الأشياء سيلًا متدفقًا من البيانات الضخمة، ومعالجتها في الزمن الحقيقي (Real-Time) يمثل تحديًا تقنيًا يحتاج إلى بنى تحتية متطورة وقدرات حوسبة هائلة.

      4. استهلاك الطاقة وعمر البطاريات: تعمل معظم أجهزة الاستشعار لفترات طويلة في أماكن نائية، مما يجعل مسألة استهلاك الطاقة وإطالة عمر البطاريات أحد أكبر التحديات، خصوصًا مع زيادة حجم المعالجة المحلية (Edge Computing).

      5. معايير التشغيل والتكامل بين الأجهزة: غياب المعايير الموحدة يجعل من الصعب تواصل أجهزة من شركات مختلفة ضمن شبكة واحدة، مما يخلق حالة من “الفوضى التقنية” قد تُعطل سير الأنظمة الذكية.

 من الضروري معالجة تحديات الأمان وحماية الخصوصية لضمان قبول هذه التقنية بين المستخدمين، لكن و رغم هذه التحديات، يظل السباق نحو إنترنت الأشياء سباقًا لا مجال فيه للعودة… فالعقل البشري الذي صنع هذه الثورة قادرٌ على ترويض تحدياتها، وابتكار الحلول التي تجعل من الأشياء ذكية… ومن الإنسان سيّد هذا العالم لا عبده.

ما هي تطبيقات إنترنت الأشياء؟

لا حدود لتطبيقات إنترنت الأشياء، حيث تمتد استخداماته عبر العديد من القطاعات الحيوية، كما كان للإنترنت تأثير واسع على المستخدمين حول العالم، فإن إنترنت الأشياء سوف يؤثر بشكل كبير أيضًا على الأفراد، الشركات، وحتى المدن بأكملها. وتعتمد تأثيراته على حجم الاتصالات وعدد الأجهزة المتصلة. ومن أبرز تطبيقات إنترنت الأشياء

  1. إنترنت الأشياء في المنازل والأفراد

يستفيد الأفراد من أجهزة إنترنت الأشياء عبر التقنيات القابلة للارتداء (Wearable Technology) مثل:

  • الساعات الذكية (Smartwatches).
  • أجهزة تتبع الصحة (Health Trackers).
  • الأجهزة المنزلية الذكية (Smart Home Devices) التي تساعد في إدارة الطاقة وتحسين استهلاكها.

يمكن التحكم في المنازل الذكية (Smart Homes) عن بُعد عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، مما يسمح بإدارة الإضاءة والتكييف والأمن بسهولة.

  1. إنترنت الأشياء في السيارات

تتيح المستشعرات الذكية (Smart Sensors) داخل المركبات جمع بيانات فورية عن السيارة وبيئتها المحيطة. كما أن السيارات ذاتية القيادة (Autonomous Vehicles) تستخدم مستشعرات متطورة وتقنيات تحكم متقدمة لفهم البيئة واتخاذ قرارات القيادة

“مستقبل إنترنت الأشياء ليس مجرد اتصال الأجهزة، بل هو انطلاق نحو عصر تصبح فيه البيانات قلب الحياة النابض… فتسبق الآلات احتياجات الإنسان، وتُبدع في تلبيتها .”

  1. إنترنت الأشياء في المصانع

مع تطبيق إنترنت الأشياء، يمكن للمصانع:

  • أتمتة العمليات الإنتاجية (Automation of Manufacturing Processes).
  • تحليل البيانات المجمّعة من المستشعرات (Sensor Data Analysis) لتحسين الكفاءة وتقليل المخاطر.
  • استخدام إنترنت الأشياء في الصيانة التنبؤية (Predictive Maintenance)، مما يساعد على تجنب الأعطال المكلفة.
  1. إنترنت الأشياء في الصناعة

يُعرف تطبيق إنترنت الأشياء في الصناعة بـ إنترنت الأشياء الصناعي (Industrial Internet – IIoT). ترى شركات الأبحاث مثل جارتنر” (Gartner) و**”سيسكو” (Cisco)** أن إنترنت الأشياء الصناعي يتمتع بإمكانات هائلة، رغم أنه لم يصل بعد إلى شهرة الأجهزة القابلة للارتداء أو المنازل الذكية، إلا أن استخدامه ينمو بشكل سريع.

  1. إنترنت الأشياء في الأعمال التجارية

تعتمد الشركات على إنترنت الأشياء لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، على سبيل المثال:

  • المباني الذكية (Smart Buildings) يمكنها استخدام مستشعرات لمراقبة حركة المصاعد واستهلاك الطاقة.
  • يمكن للشركات استخدام تحليلات البيانات الذكية (Smart Data Analytics) لاتخاذ قرارات استراتيجية.
  1. إنترنت الأشياء في تجارة التجزئة

تساعد أجهزة إنترنت الأشياء في قطاع التجزئة (Retail) على:

  • تحديد مواقع المنتجات داخل المتاجر.
  • مراقبة المخزون تلقائيًا.

تنفيذ استراتيجيات التسويق القائم على الموقع الجغرافي (Proximity-Based Advertising).

  1. إنترنت الأشياء في المدن الذكية

تُستخدم تقنيات إنترنت الأشياء في إدارة المدن الذكية (Smart Cities) لتحسين:

  • إدارة المرور (Traffic Management).
  • إدارة الموارد (Resource Management).
  • تعزيز الأمن العام (Public Safety).

“عندما تتكلم المدينة… فاعلم أن إنترنت الأشياء هو من منحها الصوت والعقل معًا.”
يعرب عبد الله

  1. إنترنت الأشياء في الزراعة

يُحدث إنترنت الأشياء ثورة في القطاع الزراعي، حيث يمكنه:

  • مراقبة حالة التربة والمحاصيل.
  • إدارة استهلاك المياه بكفاءة.
  • مراقبة الماشية عن بُعد باستخدام أجهزة استشعار ذكية.

رغم أن استخدام إنترنت الأشياء في الزراعة الذكية (Smart Agriculture) لم يصل إلى مستويات كبيرة بعد، إلا أن الدول الزراعية الكبرى تستثمر فيه بشكل متزايد.

لقد تحوّلت الأرض من مصدر إنتاج إلى كائن ذكي… يعرف متى يعطش ومتى يشبع.”

يعرب عبد الله

  1. إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية

يُستخدم إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية (Healthcare IoT) تحت عدة مسميات مثل:

  • الصحة الرقمية (Digital Health).
  • الصحة عن بُعد (TeleHealth).
  • الطب عن بُعد (TeleMedicine).

تُستخدم الأجهزة الطبية الذكية لمراقبة حالة المرضى في الوقت الفعلي، وتشير تحليلات  IoT Analytics  إلى أن الرعاية الصحية الذكية تتمتع بإمكانات ضخمة، ليست فقط على مستوى المؤسسات الصحية، بل أيضًا على مستوى الأفراد.

  1. إنترنت الأشياء في قطاع الطاقة

يتم استخدام إنترنت الأشياء في مجال الطاقة من خلال الشبكات الذكية (Smart Grids) التي تتيح:

  • تحليل استهلاك الطاقة وتحسين الكفاءة.
  • التنبؤ باحتياجات الطاقة بشكل دقيق.

يتم البحث عن هذا الموضوع بشكل واسع، حيث يتم تسجيل 41,000 عملية بحث شهرية على جوجل حول “الشبكات الذكية”، لكن التفاعل الاجتماعي حول الموضوع لا يزال محدودًا.

  1. إنترنت الأشياء في التعليم

يُسهم إنترنت الأشياء في تحويل التعليم ليكون أكثر وصولًا وشمولية، حيث يمكن استخدامه في:

  • الفصول الذكية والمتصلة (Smart & Connected Classrooms).
  • التعليم الشخصي التكيفي (Personalized Learning).
  • مراقبة الحضور تلقائيًا.
  • تحليل بيانات الطلاب لتحسين تجربتهم التعليمية.
  1. إنترنت الأشياء في الهندسة المعمارية والإنشاءات

يمكن استخدام أجهزة الاستشعار الذكية في المشاريع الهندسية لمراقبة:

  • استقرار التربة وتأثيرات البناء البيئية.
  • إدارة مشاريع البناء بفعالية عالية
  1. إنترنت الأشياء في سلسلة التوريد

أصبح إنترنت الأشياء جزءًا رئيسيًا من إدارة سلسلة التوريد (Supply Chain Management) عبر:

  • تتبع المنتجات في الوقت الحقيقي.
  • تحسين عمليات النقل والتخزين.

إن مستقبل إنترنت الأشياء يحمل بين طياته إمكانيات لا حدود لها… إنه الوعدُ بعالمٍ تُصبح فيه المعلومة قوة لحظية، والقرار لحظة ولادة البيانات، والمستقبل مساحة تُشكّلها خوارزميات ذكية. وكلما غصنا في أعماق هذا العالم، أدركنا أننا أمام ثورة حقيقية ستعيد صياغة تفاصيل الحياة اليومية على نحوٍ لم يشهده التاريخ من قبل.

مستقبل إنترنت الأشياء

مع الانخفاض المستمر في تكلفة المستشعرات وتقنيات الاتصال، أصبحت إضافة أجهزة جديدة إلى شبكات إنترنت الأشياء أكثر اقتصادية من أي وقت مضى. ومع ذلك، ما زالت العديد من الشركات في مرحلة التجريب (Trial Stage)، حيث أن التقنيات الداعمة مثل شبكات الجيل الخامس (5G) وتحليل البيانات الضخمة لم تصل بعد إلى مراحل النضج الكامل. ورغم ذلك، من المؤكد أن إنترنت الأشياء سيشكل جزءًا جوهريًا من المستقبل التكنولوجي، مما سيحدث تحولًا في العديد من الصناعات.

ليس المستقبل لمن يملك الأشياء… بل لمن يجعل الأشياء تفكّر وتتخذ القرار .”

لغات البرمجة لإنترنت الأشياء

توجد العديد من لغات البرمجة المستخدمة في تطوير تطبيقات إنترنت الأشياء، مثل:

  • Java
  • C
  • C++
  • Python
  • PHP
  • JavaScript
  • Go
  • Rust
  • Swift
  • ParaSail
  • #B
  • Assembly

من بين هذه اللغات، تعتبر Python وJava وC++ وGo من أكثر اللغات استخدامًا في مشاريع إنترنت الأشياء. شهدت لغة Python زيادة كبيرة في شعبيتها بسبب مزاياها الفريدة، ما جعلها واحدة من أهم خمس لغات برمجة تستخدم في مختلف المجالات، بما في ذلك إنترنت الأشياء.

الشركات العالمية في مجال إنترنت الأشياء

في الوقت الحالي، تمتلك العديد من الصناعات والشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى المراكز الصحية والتعليمية والبحثية، أقسامًا متخصصة في إنترنت الأشياء أو تعمل على تطوير مشاريع إنترنت الأشياء. كما أُسست العديد من المزارع الذكية التي تستخدم إنترنت الأشياء لتصبح أكثر كفاءة. في ذات السياق، ظهرت العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال.

من أبرز الشركات العاملة في مجال إنترنت الأشياء عالميًا:

  • هواوي (Huawei)
  • سيسكو (Cisco)
  • بي تي سي (PTC)
  • ساينس سوفت (ScienceSoft)
  • أوكساجايل (Oxagile)
  • جي إي ديجيتال (GE Digital)
  • بوش آي أو تي سينسور (Bosch IoT Sensor)
  • إس إيه بي (SAP)
  • سيمنز آي أو تي أناليتكس (Siemens IoT Analytics)
  • آي بي إم (IBM)

وضع إنترنت الأشياء في سوريا:

وضع إنترنت الأشياء (IoT) في سوريا لا يزال في مراحله المبكرة مقارنة بالدول المتقدمة، وذلك بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، بما في ذلك الأوضاع الأمنية، الاقتصادية، والتقنية. و سأشارك بعض التحديات التي أراها حاليا تواجه إنترنت الأشياء في سوري و التي يجب حلها بسرعة بالتعاون بين الجامعات و الأكاديميين الخبراء و الصّناع و التجار:

أالتحديات الأمنية والسياسية:

  • الحرب السورية المستمرة منذ عام 2011 أدت إلى تدمير البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات في العديد من المناطق.
  • عدم الاستقرار الأمني يعيق استثمارات القطاع الخاص والحكومي في مشاريع إنترنت الأشياء.

بالتحديات الاقتصادية:

الأزمة الاقتصادية الشديدة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة وارتفاع التضخم، تجعل من الصعب تمويل مشاريع إنترنت الأشياء.

  • نقص الاستثمارات الأجنبية بسبب العقوبات الدولية.

حتى في أكثر البيئات تحديًا، تبقى التكنولوجيا بارقة أمل لبناء مستقبل أفضل لمن يملك الجرأة على استثمارها. “

إن الاستثمار في إنترنت الأشياء في سوريا اليوم، رغم التحديات، هو استثمار في استعادة الحياة وتعزيز الاقتصاد.”

ج. التحديات التقنية:

  • ضعف البنية التحتية للاتصالات والإنترنت، خاصة في المناطق الريفية.
  • نقص الخبرات المحلية في مجال إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
  • ارتفاع تكلفة الأجهزة والمعدات اللازمة لتطبيق إنترنت الأشياء.

دالتحديات التشريعية:

  • عدم وجود إطار تشريعي واضح وداعم لتقنيات إنترنت الأشياء.
  • نقص في سياسات حماية البيانات والخصوصية.

ذ . الإهمال الأكاديمي:


1) عدم اعتماد إنترنت الأشياء كبرنامج أكاديمي متكامل في الجامعات:

على الرغم من أن إنترنت الأشياء يُعتبر مجالًا متعدد التخصصات (Multidisciplinary) حيث يجمع بين أكثر من اثني عشر علمًا وتخصصًا تقنيًا، مما يجعله نظامًا بيئيًا متكاملاً (Ecosystem)، إلا أنه لم يتم اعتماده كبرنامج أكاديمي مستقل في الجامعات. هذا النظام البيئي يشبه إلى حد كبير النظم البيئية الطبيعية من حيث التفاعل والتكامل بين مكوناته المختلفة، مثل الحوسبة، الاتصالات، الهندسة، والعلوم التطبيقية. ومع ذلك، فإن عدم وجود برامج أكاديمية متخصصة في هذا المجال يُعد نقصًا كبيرًا في المنظومة التعليمية، خاصةً في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة

حين تتأخر الجامعات عن مواكبة التكنولوجيا، تخسر المجتمعات عقولاً كانت قادرة على قيادة التغيير .”

2) ضعف الاهتمام بإنترنت الأشياء في برامج البكالوريوس الهندسية:

في العديد من برامج البكالوريوس الهندسية، يتم تدريس إنترنت الأشياء كمادة اختيارية وليست إلزامية ضمن الخطط الدراسية. هذا الوضع أدى إلى ضعف المعرفة والوعي بهذه الثورة التكنولوجية، والتي تُعد أحد الركائز الأساسية للثورة الصناعية الرابعة (Industry 4.0). نتيجة لذلك، فَقَدَ المجتمع السوري آلاف الفرص الوظيفية والخبرات التي كان من الممكن أن تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير القطاعات الصناعية والخدمية. إن عدم إدراج إنترنت الأشياء كمادة أساسية في المناهج الدراسية يُعد إغفالًا كبيرًا في ظل الحاجة الماسة إلى كوادر مؤهلة في هذا المجال الحيوي.

لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية دون إعادة صياغة التعليم ليصبح مصنعًا للعقول القادرة على التعامل مع تكنولوجيا الغد.”

3) تقصير الجامعات في تسليط الضوء على التكنولوجيا الجديدة:

لم تقم الجامعات بدورها الكافي في تعزيز الوعي بالتكنولوجيا الجديدة، مثل إنترنت الأشياء و الذكاء الإصطناعي، من خلال وسائل التواصل المتاحة، مثل المواقع الإلكترونية الرسمية، أو عبر تنظيم الندوات العلمية المتخصصة، أو عقد الدورات التدريبية قصيرة وطويلة الأمد. هذا التقصير أدى إلى محدودية انتشار المعرفة حول هذه التكنولوجيا بين الطلاب والخريجين، مما أثر سلبًا على قدرة المجتمع على مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال و شكل عائق أمام التفكير بفتح مراكز أبحاث خاصة يدعمها أصحاب المصانع و التجار لتخفيف الإعتماد على الاستيراد. إن تعزيز دور الجامعات في نشر المعرفة وتقديم البرامج التدريبية يُعد خطوة ضرورية لسد الفجوة المعرفية وتمكين المجتمع من الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا.

الخاتمة والرؤية المستقبلية:

في هذه المقالة التي نشرت عبر نقابة المهندسين – فرع حمص، تمت الإجابة على التساؤل المحوري: “ما هو إنترنت الأشياء؟”، حيث استعرضنا مزاياه وتحدياته وآفاقه المستقبلية، إضافة إلى تطبيقاته العملية في مختلف القطاعات الحيوية. كما تم تحليل مكونات نظام إنترنت الأشياء وآلية عمله بشكل شامل، مع التركيز على ارتباطه الوثيق بمفاهيم وتقنيات متقدمة مثل البيانات الضخمة (Big Data)، والمدن الذكية (Smart Cities)، وشبكات الجيل الخامس (5G)، والتي تشكل جميعها منظومة متكاملة تدفع عجلة التحول الرقمي نحو المستقبل.

إن الرؤية المستقبلية لإنترنت الأشياء في سوريا والمنطقة العربية ترتكز على ضرورة بناء بيئة علمية وتشريعية وبُنى تحتية تواكب هذا التطور المتسارع. ويكمن الأمل في أن تشهد السنوات القادمة نهضة حقيقية في هذا المجال من خلال تعزيز دور الجامعات والمراكز البحثية، وتشجيع الصناعات المحلية على الاستثمار في هذه التكنولوجيا، بما يسهم في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام.

ويمثل إدماج تقنيات إنترنت الأشياء في القطاعات الزراعية، الصناعية، الخدمية، والصحية فرصة ذهبية لمعالجة الكثير من التحديات، خاصة في ظل الحاجة الملحّة لإيجاد حلول ذكية وفعّالة لتحسين الإنتاجية وتقليل الهدر وتعزيز جودة الحياة.

وفي سبيل تعميق المعرفة والاطلاع على أحدث التطورات في هذا المجال، يمكن للقراء الرجوع إلى المصادر التالية:

مصادر ومراجع غنية:

  1. مجلة IEEE Internet of Things Journal
  2. موقع IoT Analytics – يقدم تقارير تحليلية دورية عن سوق إنترنت الأشياء واتجاهاته العالمية.
  3. كتاب “Architecting the Internet of Things” – Springer – مرجع علمي مهم لفهم البنية المعمارية والتقنية للنظام.
  4. موقع Cisco IoT Solutions – يحتوي على دراسات حالة وحلول عملية من إحدى أكبر الشركات الرائدة في المجال.
  5. دورات منصة Coursera وEdX – كورسات تخصصية من جامعات مرموقة مثل Stanford وMIT لتأهيل المهتمين أكاديميًا وعمليًا.
  6. الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) – يتناول الجوانب التنظيمية والتشريعية لإنترنت الأشياء.

في ختام هذا المقال، يتّضح جليًا أن إنترنت الأشياء (IoT) لم يعد مجرّد تقنية حديثة، بل أصبح ركيزة أساسية في بناء المستقبل، ومحورًا رئيسيًا في رسم معالم الثورة الصناعية الرابعة. لقد وحّد IoT بين العالمين الرقمي والمادي، ليخلق بيئة تفاعلية ذكية تحاكي البشر في التفكير والتحليل واتخاذ القرار. ومع تسارع التطورات التقنية، سيظل إنترنت الأشياء هو القوة الدافعة نحو مدن أكثر ذكاءً، وزراعة أكثر إنتاجية، وصناعة أكثر كفاءة، وحياة أكثر رفاهية

وأمانًا. إنه المستقبل الذي لا ينتظر أحدًا… بل يُكتب الآن بيد من يملك الجرأة على استثماره وتطويره. لا شك أن مستقبل إنترنت الأشياء يحمل فرصًا واعدة، ومن الضروري أن نستثمر اليوم في بناء القدرات العلمية والتقنية لضمان مكانة قوية في عالم الغد الذكي والمتصل.

تنفيذ إدارة المواقع الالكترونية في الجامعة الوطنية الخاصة 2025

أهلا وسهلا بكم في الواحة الأكاديمية للجامعة الوطنية الخاصةانقر لزيارة الموقع الرسمي للجامعة الوطنية الخاصةانقر لزيارة موقع الواحة الطلابية للجامعة الوطنيةانقر لزيارة موقع المكتبة الالكترونية للجامعة الوطنية الخاصة
Scroll to Top