الجامعــة الوطنيــة الخاصــة
Al-Wataniya Private University

الواحة الأكاديمية للجامعة الوطنية الخاصة

دور تفاعل الإدراك في رفع كفاءة المنتج المعماري ( د. صباح موفق الحلبية )

مسابقة أفضل مقالة علمية

مقالات كلية هندسة العمارة و التخطيط العمراني

الملخص

  يعتبر الإدراك مرحلة هامة من مراحل تقبل البيئة المحيطة بجزئياتها وعمومها بشكل واعٍ عبر تحديد وتوصيف هذه البيئة عقلانيا للوصول إلى إحدى الحالتين وهما القبول أو الرفض، بما يحدد الإحساس والشعور اللاحق (كالارتياح –البغض- الكره …).

لذلك في هذا البحث سوف يتم تسليط الضوء على أهمية الإدراك لدى المتلقين وآلية تفعيله لرفع كفاءة المنتج المعماري وتحقيق علاقة الانتماء بين أطراف العملية الإدراكية وذلك عبر منهجية نظرية توضح مجموعة من المفاهيم حول الإدراك والعوامل المؤثرة عليه ثم استنتاج آلية تفعيله للوصول إلى المنهج التطبيقي حيث تطبيق نتائج الدراسة التحليلية على مجموعة من الأمثلة، لاستنتاج مجموعة من التوصيات التي من شأنها داعمة لتحقيق هدف البحث.

الكلمات المفتاحية: الإدراك – المدرِك – المنتج المعماري – الانتماء.

الهدف من المقال

تحويل الإدراك الساكن القاصر في تقييم كفاءة العمل المعماري إلى إدراك تفاعلي أكثر جدوى في رفع كفاءة العمل المعماري. وبالتالي تحقيق علاقة انتماء.

المقدمة

يعتبر الإدراك مرحلة هامة من مراحل الشعور بالانتماء في مختلف مجالات الحياة، ولاسيما في المجال المعماري،

حيث يتم تقييم المبنى بكافة جوانبه (المادية، المعنوية، الفيزيائية،…) إلى طريقة ودرجة عمق إدراكه، وبالتالي يمكن اعتماد التقييم واعتباره دقيقاً ومنطقياً كلما كان ذلك الإدراك دقيقاً وعلمياً ويستند على أسس ومعايير علمية ، حيث أن التقييم القاصر يسبب علاقة لا انتماء بين المستخدمين والمنتجات المعمارية، وهذا يعود إلى غياب بعض الجوانب الهامة في عملية الإدراك ،وأهمها احتمالات تغير الإدراك في إطار التغير المستمر لاحتياجات المستخدمين ، سواء كانت هذه التغيرات في المنتج المعماري نفسه أو في المدرِك أو في الوسط الذي يجمعهما.

لذا وفي هذا المقال سوف يتم تسليط الضوء على العملية الإدراكية وبيان الدور الأكبر للإدراك في حال تفعيله وتوجيهه لدى المستخدمين في رفع تقييم المنتج المعماري وبالتالي الوصول إلى كفاءة عالية فيه.

وهو الهدف الرئيسي من هذا المقال وذلك عبر منهجية نظرية، تحليلية باختيار مجموعة من الأمثلة وتصنيفها ضمن مجموعات، يساهم كل منها في إرسال رسائل التأثير الخاصة بها والتي ستكون وسيلة التوجيه لتفاعل وتغير الإدراك لدى المدرِك، وبالتالي رفع كفاءة المنتج المعماري.

  • الإدراك:

اصطلاحاً: العملية العقلية التي يتم من خلالها معرفة العالم عبر الحواس ثم تأويلها وتفسيرها وإعطاؤها معنى بالعقل والمنطق ويتم التعبير عنه بنوع الاستجابة التي يتم ترجمتها بالسلوك الفكري والمادي [1].

الشكل (1): توضيح عملية الإدراك

  • العوامل المؤثرة في الإدراك: يتأثر الإدراك بمجموعة من العوامل تتعلق بـ:
  • ظروف وسط الإدراك: تتضمن الضوء -البيئة التي تحتوي العمل المعماري – الزاوية التي تتيح رؤية المنتج المعماري-المسافة المتاحة للرؤية – الزمن المتاح لرؤية المنتج المعماري [2].
  • ظروف المدرِك: وتتضمن حواس المدرك – خبراته – ذكرياته وحاجاته والمتغيرات التي تطرأ عليها – والحالة النفسية للمدرك، وبالتالي فإن إدراك العمل المعماري يختلف من شخص لآخر [3].
  • ظروف المنتَج المعماري (الجسم المدرَك): وتتضمن مميزاته المادية من حيث السيادة والسيطرة، والتضاد والتباين، ومميزاته البصرية من حيث شكله الخارجي ولونه وملمسه والمعاني التي يحملها ومميزاته المعنوية المتمثلة في قيمه المادية أو التاريخية أو الاجتماعية التي تؤدي إلى إدراكه بشكل أفضل [4].
  • علاقة الإدراك التفاعلي بكفاءة المنتج المعماري:

إن تفعيل العلاقة الإدراكية بين المدرِك والمنتج المعماري هو نتيجة عدم جدوى تلك العلاقة في تقييم كفاءة المنتج والتوجيه نحو رفعها عندما تكون ساكنة. وذلك يستدعي ضرورة توضيح مفهوم الإدراك الساكن لمعرفة طريقة تحويله إلى إدراك فعال.

  • الإدراك الساكن:

هو عملية عقلية يتم فيها تفسير البيانات التي تنتقل عبر الحواس إلى العقل، يعتمد هذا التفسير على المخزون الفكري السابق دون مراعاة فيما إذا كان هذا المخزون يتوافق مع المتغيرات والاحتياجات المتجددة التي تطرأ إما على أحد أطراف العملية الإدراكية أو على اثنين منها أو عليها مجتمعة [5].

  • الإدراك التفاعلي:

يعرف هذا المفهوم حسب الفيلسوف الفرنسي (Merlin Bonty) لا يتشكل بشكل نهائي أبداً، وإنما يتغير حسب الدوافع والاحتياجات والأهداف الأساسية في الحياة والتي هي دائمة التجدد [6].

  • آلية العلاقة البينية بين الإدراك الساكن والإدراك التفاعلي:

لتحويل الإدراك الساكن إلى تفاعلي يتم عبر اجراء محفزات ومؤثرات على أحد أو أكثر من أطراف العملية الإدراكية وفق ما يلي:

  • مؤثرات على المدرِك:
  • على الصعيد الفكري: متضمناً التأثير على الصعيد الثقافي وتجديد مخزونه، وعلى الصعيد النفسي، حيث يختلف إدراك المتلقي حسب حالته النفسية.
  • على الصعيد المادي: متضمناً المؤثرات على الصعيد الاجتماعي الذي يختلف فيه الإدراك باختلاف مستوياته لدى الأشخاص، كما يتضمن الصعيد المادي الصعيد الاقتصادي الذي يختلف بتباينه إدراك الأشخاص للمنتجات المعمارية.
  • مؤثرات على المنتَج المعماري (الشكل الخارجي): والذي تم تصنيفه إلى مجموعات تتضمن كل مجموعة عناصر تخص الشكل الخارجي، وتتضمن التكوين الخاص بالمنتج المعماري، وعناصره التفصيلية ومكوناته الحجمية، فيمكن أن يكون التأثير على إحدى هذه المجموعات أو على شيء من عناصرها الجزئية ضمنها ليحدث تغيير في الإدراك الساكن. أو بالتأثير على المجموعة بشكل كلي أو على أكثر من مجموعة حسب ما يمليه امكان التغيير على المنتج المعماري.

وفي كل حالة يختلف إدراك الشخص للمنتج المعماري ويعطي قيمة مختلفة لكفاءته، ليتم اختيار القيمة التي تعطي مؤشراً عن التصميم الأكثر كفاءة وبالتالي يحقق الانتماء.

  • مؤثرات على الوسط العمراني المحيط بالمنتج المعماري: ويتضمن العناصر الطبيعية – أو الصناعية – أو المباني المجاورة، وكل ما يمكن أن يؤثر وجوده في تفعيل إدراك المنتج المعماري [6].

الجدول (1): تطبيق العلاقة البينية الإدراكية على أمثلة مختلفة [6]

وبالتالي فإن الإدراك عامل هام في تقييم كفاءة المنتج المعماري ويمكن من خلال دراسة أطرافه بمتغيراتها التوصل إلى مبنى بكفاءة أكبر، يلائم الأشخاص وبالتالي يحقق الانتماء.

التوصيات

  • ضرورة تفاعل وتغير الإدراك للوصول إلى منتج معماري أكثر كفاءة.
  • ضرورة تفاعل الإدراك بغزو ذاكرة المدرِك بمعلومات وبيانات تساهم في رفع كفاءة المنتج لديه.
  • ضرورة غزو المنتج المعماري بكافة متغيراته الرئيسية بما يساهم في تفاعل الإدراك وتغيره لدى الشخص المدرِك وبالتالي استنتاج رفع أو تخفيض كفاءة المبنى.
  • إن إجراء تغييرات على الوسط المحيط والمباني المجاورة يساهم بشكل كبير في رفع الإدراك وتفاعله مع المبنى، وبالتالي رفع كفاءته.
  • ضرورة إشراك الأشخاص المشاهدين للمباني المعمارية في العملية التصميمية عبر اجراء مؤثرات مختلفة على عناصر المبنى وتفعيل الإدراكات العقلية لديهم ومن ثم إجراء إحصاءات لنتائج التقييم والذي يساهم في توجيه سلوك المعماري نحو إيجاد منتجات معمارية أكثر كفاءة، وبالتالي تؤمن علاقة انتمائية بين المتلقين والنتاج المعماري والعمراني في الوسط المحيط.
  • يتضح أن الإدراك يتعلق بشكل رئيسي برأي الشخص المدرِك بالمبنى وبالتالي تحديد كفاءة هذا المبنى وفقا لرأي المدرك، لذلك فإن الحاجة الملحة لرفع كفاءة المبنى المعماري بصرياً تساهم في تحقيق انتماء هذا الشخص للبيئة المحيطة.

المراجع :

  • يوسف مراد، مبادئ علم النفس العام
  • عزت عبد المنعم، مر غنى، العوامل المؤثرة على اختيار الشكل في العمارة، ص50
  • عزة محمد صديق وآخرون؛ مدخل إلى علم النفس العام، جامعة حلوان، كلية الآداب، علم النفس
  • الإدراك البصري، سامي صبري، العدد السنوي الخامس من مجلة قسم الهندسة المعمارية، ص12
  • “المنتج المعماري بين الإدراك الارتجالي الساكن والتفاعلي المتغير نحو بوصلة رقمية توجه السلوك لتحقيق الانتماء”, صباح الحلبية، رسالة دكتوراة، جامعة تشرين,2022.
  • موريس ميرلوبونتي، كتاب (فينومينولوجيا الإدراك (1945)).
[IT_EPOLL_VOTING id="1612"][/IT_EPOLL_VOTING]

تنفيذ إدارة المواقع الالكترونية في الجامعة الوطنية الخاصة 2023

Scroll to Top