الملخص
يعتبر الإدراك مرحلة هامة من مراحل تقبل البيئة المحيطة بجزئياتها وعمومها بشكل واعٍ عبر تحديد وتوصيف هذه البيئة عقلانيا للوصول إلى إحدى الحالتين وهما القبول أو الرفض، بما يحدد الإحساس والشعور اللاحق (كالارتياح –البغض- الكره …).
لذلك في هذا البحث سوف يتم تسليط الضوء على أهمية الإدراك لدى المتلقين وآلية تفعيله لرفع كفاءة المنتج المعماري وتحقيق علاقة الانتماء بين أطراف العملية الإدراكية وذلك عبر منهجية نظرية توضح مجموعة من المفاهيم حول الإدراك والعوامل المؤثرة عليه ثم استنتاج آلية تفعيله للوصول إلى المنهج التطبيقي حيث تطبيق نتائج الدراسة التحليلية على مجموعة من الأمثلة، لاستنتاج مجموعة من التوصيات التي من شأنها داعمة لتحقيق هدف البحث.
الكلمات المفتاحية: الإدراك – المدرِك – المنتج المعماري – الانتماء.
الهدف من المقال
تحويل الإدراك الساكن القاصر في تقييم كفاءة العمل المعماري إلى إدراك تفاعلي أكثر جدوى في رفع كفاءة العمل المعماري. وبالتالي تحقيق علاقة انتماء.
المقدمة
يعتبر الإدراك مرحلة هامة من مراحل الشعور بالانتماء في مختلف مجالات الحياة، ولاسيما في المجال المعماري،
حيث يتم تقييم المبنى بكافة جوانبه (المادية، المعنوية، الفيزيائية،…) إلى طريقة ودرجة عمق إدراكه، وبالتالي يمكن اعتماد التقييم واعتباره دقيقاً ومنطقياً كلما كان ذلك الإدراك دقيقاً وعلمياً ويستند على أسس ومعايير علمية ، حيث أن التقييم القاصر يسبب علاقة لا انتماء بين المستخدمين والمنتجات المعمارية، وهذا يعود إلى غياب بعض الجوانب الهامة في عملية الإدراك ،وأهمها احتمالات تغير الإدراك في إطار التغير المستمر لاحتياجات المستخدمين ، سواء كانت هذه التغيرات في المنتج المعماري نفسه أو في المدرِك أو في الوسط الذي يجمعهما.
لذا وفي هذا المقال سوف يتم تسليط الضوء على العملية الإدراكية وبيان الدور الأكبر للإدراك في حال تفعيله وتوجيهه لدى المستخدمين في رفع تقييم المنتج المعماري وبالتالي الوصول إلى كفاءة عالية فيه.
وهو الهدف الرئيسي من هذا المقال وذلك عبر منهجية نظرية، تحليلية باختيار مجموعة من الأمثلة وتصنيفها ضمن مجموعات، يساهم كل منها في إرسال رسائل التأثير الخاصة بها والتي ستكون وسيلة التوجيه لتفاعل وتغير الإدراك لدى المدرِك، وبالتالي رفع كفاءة المنتج المعماري.
اصطلاحاً: العملية العقلية التي يتم من خلالها معرفة العالم عبر الحواس ثم تأويلها وتفسيرها وإعطاؤها معنى بالعقل والمنطق ويتم التعبير عنه بنوع الاستجابة التي يتم ترجمتها بالسلوك الفكري والمادي [1].
الشكل (1): توضيح عملية الإدراك
إن تفعيل العلاقة الإدراكية بين المدرِك والمنتج المعماري هو نتيجة عدم جدوى تلك العلاقة في تقييم كفاءة المنتج والتوجيه نحو رفعها عندما تكون ساكنة. وذلك يستدعي ضرورة توضيح مفهوم الإدراك الساكن لمعرفة طريقة تحويله إلى إدراك فعال.
هو عملية عقلية يتم فيها تفسير البيانات التي تنتقل عبر الحواس إلى العقل، يعتمد هذا التفسير على المخزون الفكري السابق دون مراعاة فيما إذا كان هذا المخزون يتوافق مع المتغيرات والاحتياجات المتجددة التي تطرأ إما على أحد أطراف العملية الإدراكية أو على اثنين منها أو عليها مجتمعة [5].
يعرف هذا المفهوم حسب الفيلسوف الفرنسي (Merlin Bonty) لا يتشكل بشكل نهائي أبداً، وإنما يتغير حسب الدوافع والاحتياجات والأهداف الأساسية في الحياة والتي هي دائمة التجدد [6].
لتحويل الإدراك الساكن إلى تفاعلي يتم عبر اجراء محفزات ومؤثرات على أحد أو أكثر من أطراف العملية الإدراكية وفق ما يلي:
وفي كل حالة يختلف إدراك الشخص للمنتج المعماري ويعطي قيمة مختلفة لكفاءته، ليتم اختيار القيمة التي تعطي مؤشراً عن التصميم الأكثر كفاءة وبالتالي يحقق الانتماء.
الجدول (1): تطبيق العلاقة البينية الإدراكية على أمثلة مختلفة [6]
وبالتالي فإن الإدراك عامل هام في تقييم كفاءة المنتج المعماري ويمكن من خلال دراسة أطرافه بمتغيراتها التوصل إلى مبنى بكفاءة أكبر، يلائم الأشخاص وبالتالي يحقق الانتماء.
التوصيات
المراجع :