الـواحــة الطلابيــة للجـامعــة الوطنيــة الخـاصــة
Student Oasis of Al-Wataniya Private University
الدكتور : علي ياسين
عبد الهادي محمد براء الكيلاني
في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت المشاريع البرمجية تمثل حجر الزاوية في تطوير التقنيات الحديثة، من تطبيقات الهواتف الذكية إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن مواقع الإنترنت إلى برمجيات المؤسسات. , من التعليم والرعاية الصحية إلى التجارة الإلكترونية والحوكمة. تتطلب هذه المشاريع تخطيطًا دقيقًا، وتنفيذًا محكمًا، ومتابعة مستمرة لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها ضمن الوقت والميزانية المحددين.
وفقًا لـ Sommerville (2016)، فإن البرمجيات ليست مجرد أدوات تقنية، بل هي أنظمة معقدة يجب تطويرها وفق منهجيات علمية وإدارية لضمان فعاليتها واستمراريتها.[1]
إدارة المشاريع وتتبعها هي منهجية شاملة وحيوية تُستخدم لتوجيه المشاريع نحو النجاح من خلال التخطيط الدقيق، والتنظيم الفعّال للموارد، والتنفيذ المنهجي للخطط، والمراقبة المستمرة للأداء، كل ذلك بهدف تحقيق أهداف محددة ضمن قيود الزمن والميزانية المحددة. تُطبق هذه المنهجية في قطاعات متنوعة كالهندسة، تكنولوجيا المعلومات، التسويق، والبناء. وفقًا لتعريف معهد إدارة المشاريع (PMI)، تتمثل إدارة المشاريع في استخدام المعارف والمهارات والأدوات والتقنيات لتنفيذ أنشطة المشروع وتحقيق متطلباته، وعادةً ما تمر المشاريع بدورة حياة تتضمن مراحل البدء، التخطيط، التنفيذ، المراقبة والتحكم (وهي المرحلة التي يبرز فيها دور تتبع المشاريع)، وأخيرًا الإغلاق. يركز تتبع المشاريع بشكل خاص على المراقبة المستمرة لتقدم العمل مقارنةً بالخطة الموضوعة، مع الاهتمام بالجوانب الرئيسية مثل الوقت، التكلفة، استخدام الموارد، والجودة، لضمان بقاء المشروع على المسار الصحيح. ولتحقيق ذلك، تُستخدم أدوات متنوعة مثل مخططات جانت (Gantt Charts) لتصور الجداول الزمنية، ولوحات كانبان (Kanban Boards) لتتبع تدفق المهام (مثل المستخدمة في جيرا (Jira) وتريلو)، ومخططات الاحتراق (Burndown Charts) لقياس معدل الإنجاز، بالإضافة إلى الاعتماد على مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لتقييم مدى الالتزام بالجدول الزمني والميزانية ونطاق العمل المحدد، ومدى تحقيق رضا أصحاب المصلحة. تكمن الأهمية الجوهرية لهذه المنهجية المتكاملة في قدرتها على تحسين كفاءة استخدام الموارد المتاحة، وتقليل المخاطر المحتملة والتأخيرات غير المتوقعة، ورفع مستوى جودة المخرجات النهائية، وبالتالي تحقيق رضا العملاء وكافة الأطراف المعنية بالمشروع. [2]
إدارة المشاريع البرمجية ليست مجرد تنظيم للمهام، بل هي عنصر أساسي في نجاح أي منتج برمجي. من أبرز الفوائد:
تتبع المشروع يعني مراقبة تقدمه وتسجيل مراحله ومشاكله، ويُستخدم لتحقيق:
رغم وجود مبادئ إدارية مشتركة، إلا أن المشاريع البرمجية تواجه تحديات فريدة تجعلها أكثر تعقيدًا:
إدارة المشاريع البرمجية وتتبّعها بشكل فعال يمثلان عنصرًا حاسمًا في ضمان النجاح في عالم يتجه بقوة نحو الرقمنة. ومع أن التحديات التي تواجه هذه المشاريع كبيرة، إلا أن استخدام أدوات الإدارة الحديثة، واتباع منهجيات مرنة، يساعد على التغلب عليها وتحقيق نتائج عالية الجودة، ومن الأدوات المستخدمة مثل Jira، Trello، GitHub Projects، أصبحت من الضروريات لمتابعة هذه المشاريع وسنأخذ Jira كمثال في هذا المقال كمونه يعد من أكثر الأدوات استخداما وشهرة.
جيرا (Jira) هي أداة برمجية قوية مصممة لإدارة المهام والمشاريع، خاصة في مجال تطوير البرمجيات، ولكنها تتعدى ذلك لتشمل إدارة المشاريع في مجالات متنوعة مثل التسويق والموارد البشرية، تتميز جيرا (Jira) بمرونتها وقدرتها على التكيف مع مختلف أنواع المشاريع وأحجام الفرق.
تم تطويرها من قبل شركة أتلاسيان (Atlassian) الأسترالية في العام 2002م وما زالت تعمل على ذلك.
رغم أن هذا البرنامج قد أعد بداية لمتابعة مشاكل تطوير البرمجيات، إلا أنه تطور حتى أصبح يمكن استعماله لإدارة المهام بل لإدارة المشاريع بشكل عام، ومن ثم إلى منصة شاملة لإدارة دورة حياة التطوير بأكملها، توفر جيرا (Jira) ميزات لإنشاء المهام وتعيينها، وتتبع حالتها، وتنظيمها في قوائم وألواح مراقبة، مما يساعد الفرق على التنسيق وزيادة الإنتاجية في عملياتها، يوفر جيرا (Jira) بيئة تعاونية تساعد الفرق على تنظيم أعمالها، وزيادة الإنتاجية، وتحسين إدارة المشاريع، يتميز جيرا (Jira) بمجموعة متنوعة من الأدوات والميزات التي تتيح للمستخدمين إدارة المشاريع بطرق مختلفة وفقًا لاحتياجاتهم الفردية.
اسم جيرا (Jira) مأخوذ من كلمة gojira، وهو الاسم الياباني لـ godzilla، يستخدمه الآن أكثر من مليون عميل في 122 دولة حول العالم.
النشأة: ظهرت جيرا (Jira) في بداية الألفية الجديدة كأداة بسيطة لمساعدة فرق تطوير البرمجيات على تتبع الأخطاء والمهام.
التوسع: مع مرور الوقت، أصبحت جيرا (Jira) أكثر تعقيدًا ومرونة، حيث أضافت ميزات جديدة لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من الفرق والمشاريع كما تطورت جيرا (Jira) بمرور الوقت لتشمل ميزات متقدمة لإدارة المشاريع في مختلف الصناعات، مثل الإدارة التقنية، وإدارة الخدمات، والتسويق، والموارد البشرية.
الشهرة العالمية: اكتسبت جيرا (Jira) شعبية واسعة في صناعة التكنولوجيا، واعتمدتها العديد من الشركات الكبرى والصغيرة على حد سواء، وتعتبر جزءًا أساسيًا من بيئات العمل الرقمية الحديثة التي تسهم في تنظيم الفرق وزيادة كفاءتها في إنجاز المهام.
التكامل: تم دمج جيرا (Jira) مع العديد من الأدوات الأخرى، مثل أدوات إدارة الإصدارات وأدوات التكامل المستمر، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من سلسلة أدوات تطوير البرمجيات.
فكر في جيرا (Jira) كمركز تحكم متطور وشامل، صممته شركة Atlassian، لمساعدة الفرق، خاصةً تلك التي تعمل في مجال تطوير البرمجيات ولكن ليس حصراً عليها، على تنظيم وإدارة مشاريعها بفعالية كبيرة. إنها أكثر من مجرد قائمة مهام؛ إنها بيئة عمل متكاملة تجمع كل ما يتعلق بالمشروع في مكان واحد.
ويأتي هنا السؤال المهم؟: لماذا تعتمد الفرق على جيرا (Jira)؟
مثال: يمكن أن يكون لديك مشروع باسم تطوير تطبيق الجوال ومشروع آخر باسم حملة التسويق للربع الثالث.
مثال: تذكرة بعنوان إصلاح خطأ تسجيل الدخول أو تصميم واجهة المستخدم لصفحة الملف الشخصي.
مثال: لوحة كانبان بأعمدة: To Do, In Progress, Code Review, Done.
مخطط بسيط قد يكون: To Do -> In Progress -> Done. مخطط أكثر تعقيدًا قد يشمل: Backlog -> Selected for Development -> In Progress -> Code Review -> Ready for Testing -> Testing -> Done .
أمثلة شائعة: مخطط الاحتراق (Burndown Chart) يُظهر معدل إنجاز العمل المتبقي، مخطط السرعة (Velocity Chart) يقيس كمية العمل التي ينجزها الفريق في كل سبرنت، والمخطط التراكمي للتدفق (Cumulative Flow Diagram) يوضح كيفية تدفق العمل عبر المراحل المختلفة مع مرور الوقت.
هو نموذج معد مسبقاَ يستخدم لإنشاء مشروع جديد أو تذكرة (issue) بطريقة منظمة حسب نوع العمل المطلوب.
يتيح جيرا (Jira) إمكانية استخدام قوالب تتناسب مع احتياجات الشركة أو الفريق بناءً على المتطلبات الفردية. هذه القوالب تسهل البدء بمشاريع جديدة وتوحيد العمليات داخل المؤسسة بشكل فعال ومنظم ندكر منها:(تطوير البرمجيات، إدارة الخدمات، التسويق، التعليم، الموارد البشرية).
كما يمكن تخصيص القوالب بحسب طبيعة المشروع وحجم الفريق،ولاختيار القالب المناسب، عليك مراعاة العوامل التالية:
طبيعة المشروع: ما هو نوع المشروع الذي تقوم به؟
حجم الفريق: كم عدد الأشخاص الذين يعملون في المشروع؟
المنهجية المستخدمة: هل تستخدم منهجية Agile أم Waterfall؟
الاحتياجات المحددة: ما هي الميزات والوظائف التي تحتاجها في المشروع؟
يوفر جيرا (Jira) لعديد من المزايا التي تجعله أحد أفضل أدوات إدارة المشاريع، ومنها:
يمكن استخدام جيرا (Jira) من قبل أنواع مختلفة من الفرق في مختلف الصناعات وذلك بسبب تعدد وظائفه. وأهم هذه الفرق التي تستخدم برنامج جيرا (Jira) هي:
على الرغم من أن جيرا (Jira) هو أداة قوية، إلا أن هناك العديد من الأدوات المنافسة في مجال إدارة المشاريع. يوضح الجدول مقارنة بين جيرا (Jira) وبعض الأدوات الأخرى الشهيرة:
الجدول (1): مقارنة بين أدوات إدارة المشاريع.
18. بعض تجارب المستخدمين:
أثر جيرا (Jira): سهّل على الفرق التقنية إدارة التذاكر والمشاكل البرمجية بشكل دقيق، خاصة في مشاريع تتطلب أعلى درجات الدقة.
أثر جيرا (Jira): ساعد في تنسيق عمل الفرق المتعددة حول العالم مع الحفاظ على إيقاع تطوير سريع ومتكرر.
أثر جيرا (Jira): زاد من قدرة فرق المنتج على الاستجابة السريعة لمتطلبات المستخدمين والمشكلات الطارئة.
أثر جيرا (Jira): وفر رؤية مركزية لسير العمل ومكن الفرق من العمل بتكامل رغم تنوع المهام.
أثر جيرا (Jira): مكّن الفرق من إدارة التحديثات البرمجية والتكامل بين البرمجيات والهاردوير بشكل منظم.
أثر جيرا (Jira) : دعم توثيق ومتابعة الأنظمة التقنية المعقدة.
أثر جيرا (Jira): وفر هيكلية واضحة لإدارة مراحل التطوير من التصميم حتى النشر. [4]
19. دراسة حالة شركة Nasa’s Jet Propulsion Laboratory (JPL):
مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) هو مركز أبحاث وتطوير يركز على استكشاف الفضاء. واجهت فرق العمل في JPL تحديات في إدارة المشاريع المعقدة والتنسيق بين الفرق المختلفة. لتجاوز هذه التحديات، اعتمدت JPL على جيرا (Jira) لتحسين عملياتها.
التحديات:
الحلول المقدمة:
النتائج:
20. مستقبل جيرا (Jira):
استجابةً للتطورات التقنية واحتياجات السوق المتغيرة، تسعى جيرا (Jira) إلى تعزيز تكاملها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين قدرات إدارة المشاريع. من المتوقع أن يشمل ذلك ميزات مثل التنبؤ بالمخاطر، وتخصيص الموارد بذكاء، وتحليل البيانات لتوفير رؤى أعمق حول سير العمل. تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز كفاءة الفرق وتمكينها من اتخاذ قرارات مستنيرة ونذكر بعضها:
21. أبرز التحديات التي تواجه جيرا (Jira):
22. الآفاق المستقبلية لـجيرا (Jira):
بالرغم من التحديات المذكورة، فإن جيرا (Jira) تمتلك فرصًا كبيرة لتعزيز مكانتها في سوق إدارة المشاريع. من خلال الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، يمكنها تحسين تجربة المستخدم وتقديم حلول أكثر ذكاءً وفعالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم الشراكات مع منصات وأدوات أخرى في توسيع نطاق خدماتها وتلبية احتياجات قاعدة أوسع من العملاء[5].
الخلاصة:
تواجه جيرا (Jira) تحديات متعددة في ظل سوق ديناميكي ومتغير، إلا أن التزامها بالابتكار والتكيف مع احتياجات المستخدمين قد يضمن لها مستقبلًا مشرقًا. من خلال التركيز على تحسين ميزاتها وتقديم حلول متكاملة، يمكن لجيرا (Jira)الاستمرار في كونها أداة رائدة في مجال إدارة المشاريع.
23. الخاتمة:
يُعد جيرا (Jira) أداة رائدة في إدارة المشاريع البرمجية وتتبع الأخطاء، حيث استطاع منذ إطلاقه عام 2002 أن يتطور من أداة بسيطة لتتبع الأخطاء البرمجية إلى منصة متكاملة تدعم منهجيات Agile مثل Scrum وKanban بفضل قدراته الواسعة في تسجيل الأخطاء وتحليلها وإعداد التقارير التحليلية، ساهم جيرا (Jira) في مساعدة الفرق على تحسين الإنتاجية وتعزيز التعاون الفعال.
تعتمد العديد من الشركات العالمية على جيرا (Jira) مثل مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) لإدارة المشاريع الفضائية المعقدة، بالإضافة إلى شركات أخر التي دمجت جيرا (Jira) لتوحيد أنظمة إدارة المشاريع وتحسين سير العمل. كما يوفر جيرا (Jira) تكاملًا قويًا مع أدوات متنوعة مثل GitHub، Bitbucket، Slack، وConfluence، مما يسهم في دعم التعاون وتحسين الأداء.
إن التزام جيرا (Jira) المستمر بالابتكار والاستجابة لاحتياجات المستخدمين المختلفة يجعله خيارًا مثاليًا لإدارة المشاريع في بيئات العمل الحديثة. ورغم التحديات المتغيرة، يظل جيرا (Jira) أداة فعالة لتحقيق الأهداف وتعزيز التنسيق والإنتاجية في الفرق المتنوعة.
المراجع:
[1] Sommerville, I. (2016). Software Engineering (10th ed.). Pearson.
[2] Project Management Institute (PMI), A Guide to the Project Management Body of Knowledge (PMBOK® Guide), 7th Edition.
[3] Atlassian Documentation – https://www.atlassian.com/software/jira
[4] Atlassian Case Studies – https://www.atlassian.com/customers
[5] مرحبا بكم في العصر الجديد لجيرا – https://www.atlassian.com/blog/announcements/the-next-era-of-jira