الـواحــة الطلابيــة للجـامعــة الوطنيــة الخـاصــة

Student Oasis of Al-Wataniya Private University

عنوان الحلقة البحثية : السدود الترابية ( تعريفها _ أهميتها _ أسباب التسرب وإدارتها)

مسابقة أفضل حلقة بحثية طلابية - كلية الهندسة المدنية-

الأستاذ المشرف

الدكتورة : تماضر الإبراهيم

اعداد الطالب

سعد الدين عبدالستار اليوسف

اعداد الطالب

طه سامر التركماني

1-مقدمة عامة:  

لقـد بنیـت السـدود الضـخمة لـدرء أخطـار الفيضانات، وري الأراضي الزراعية، وتوليد كميات هائلـة مـن الطاقـة الكهربائية باستغلال قدرات الطبيعة الكامنة في المـاء المحجـوز، فالسـدود غيرت منـذ زمـن مضـى معـالم واضـحة فـي الحضـارة البشرية. تعتبر السدود من الإنشاءات الهندسية القديمة جدا، فقد بنيت أوائل السدود في العالم قبل أكثر مـن 5000 سـنة، حـیث كـان المصريون القدامى السباقون لبناء أول وأضخم السدود التي عرفتها البشرية، وليس هذا فحسـب، بـل ابتكـروا أيضاً العديد مـن النماذج المختلفة للسدود الكفيلة بمقاومة جبروت مياه الأنهار العنيفة.


تعد السدود الترابية من أهم المنشآت الهندسية للحماية من الفيضان والتحكم به، وتتعرض لتسرب المياه بحكم تماسها المستمر معها وقد تتعرض لخطر الانهيار بسبب تعدد العوامل التي تؤثر على التسرب عبرها كمواد الإنشاء والعوامل الجوية وظرف الاستثمار وغيرها ]1،2[، حيث تبين الإحصائيات العالمية ان مشاكل التسرب هي السبب الأكثر شيوعاً لانهيار معظم السدود الترابية]   . [3يبين الشكل (1) نموذج لسد

الشكل رقم 1: نموذج لسد

2-السدود الترابية: 

2-1- تعريف السد الترابي: هو حاجز ترابي كتيم يعترض المجرى المائي مشكلا” خلفه بحیرة كبیرة. ومن الأمثلة على السدود في أحواض الجمهورية العربية السورية:

حوض اليرموك: تشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، أقيم في حوض الیرموك 41 سـداً، إضـافة لسـد الوحـدة (المقـارن) الذي هو قید الإنشاء بین سورية والأردن. تخزن هذه السدود كمية من المياه تقدر بنحو 224.6 ملیون متر مكعـب، عـدا سـد الوحدة الذي يخزن لوحده 522 ملیون م3

حـوض بـردى والأعـوج: أقـيم فـي هـذا الحـوض سـبعة سـدود، لأجـل درء أخطـار الفيضانات والترشيح لتغذية المياه الجوفية ولسقاية الثروة الحیوانية وكذلك لأغراض سـياحية. تختـزن هـذه السـدود كمیـة مـن المیـاه تبلـغ نحـو 8.282 ملیـون متـر مكعـب، وتروي ما مساحته 17500هكتار من الأرضي في محافظة دمشق وريفها.   

حوض حلب: يتكون من حوضین، هما حوض نهر قويق وحوض سبخة الجبول، وقد ُ أقيم سدان في هـذا الحـوض، همـا سـد الساجور وسد السـابع عشـر مـن نيسـان علـى نهـر عفـرين. ويمكـن العـودة إلـى المجموعـة الإحصائية السـورية، للاطلاع علـى السدود المختلفة في سورية، حسب توزيعها على الأحواض المائية السورية.  

2-2- تصنيف السدود الترابية من حيث مادة الإنشاء:  

أ- سـدود ترابية طبيعة: يكـون أكثـر مـن 50% مـن حجـم السـد مـن التربـة الغضارية ناعمـة الحبیبـات والتربـة الرملية أو الحصوية الرملية               

ب – سدود ركامية: يتألف القسم الأساسـي مـن جسـم السـد مـن تـرب زلطیـة حصـوية خشـنة أو فتـات صـخري   وتحتـوي علـى عنصـر مضـاد للرشـح مقـاوم مـن تربـة غضـارية أو التـرب ناعمـة الحبیبـات (سـلت- سـلت غضـار ي- غضـار رملـي).  

ج– سدود حجرية: يتألف القسم الأكبر من ترب خشنة الحبیبات (كتل حجرية) والعنصر المضاد للارتشاح فيقـام مـن مـواد لا ترابية (جـدران حـاجزة داخلية – حـواجز رقيقـة) ويمكـن اسـتخدام الفـولاذ أو الرقـائق البلاسـتيكية أو الخرسـانة الإسـفلتية أو العادية في بنائه. وقد أدى توفر تلك المواد في سوريا إلى انتشار السدود الترابية بشـكل كبیـر وتـم اسـتخدامها بشـكل واسـع لقلـة كلفة الإنشاء نتيجة توافر المواد الأولية] [4.

لكافـة هـذه السـدود مقطـع عرضـي علـى هیئـة شـبه منحـرف مـع خـط محيطـي مسـتقيم أو منكسـر لمیـل الـواجهتین الأمامية والخلفية.  يبين الشكل (2) سد محردة، ويبين الجدول (1) ميل السدود الترابية وفق ترزاكي Terzaghi

الشكل 2: سد محردة

جدول (1) : ميل السدود الترابية وفقا لما أوصى به ترزاكي Terzaghi

ميل مؤخرة

ميل المقدمة

ملاحظات

نوع المواد

2:1

2.5:1

مواد متجانسة جيدة التدرج

2.5:1

3:1

سلت خشن متجانس

2:1

2.5:1

الارتفاع اقل أو يساوي 15 متر

سلت طيني متجانس أو طين

2.5:1

3:1

الارتفاع أكبر او يساوي 15 متر

2.5:1

3:1

مع مواد طينية

رمل او رمل وحصى

2:1

2.5:1

مع مواد جدار من الخرسانة المسلحة

  • المواقع الملائمة لإنشاء السدود والخزانات:

يحتاج إنشاء السدود والخزانات وتحديد المواقع والمواضع الملائمة لها إلى دارسات واسعة ودقيقة في مجالات مختلفة والتي تتطلب تحري موقعي مثل الوضع الجيولوجي والجیومورفولوجي والهیدرولوجي والبیئي. إذ يتوقف نجاح وفشل السد على مدى دقة تلك المعلومات، ويمكن الاستعانة بخرائط طوبوغرافية للتعرف على الوضع التضاريسي وطبيعة الانحدارات في تلك المنطقة، كما يتم التعرف على نوع التكوينات السطحية وتحت       السطحية [5].

ومن خلال تلك المعلومات يمكن تحديد الموقع اللائم الذي يجب إن تتوفر فيه الشروط الآتية [6,7,8,9]:

  • إن يكون الموقع ملائم للخزان حوضي الشكل ومحكما وذو حجم مناسب لاستيعاب كمية المياه المتوقع خزنها.
  • وجود ممر في الحوض يخترق قاعدته الصخرية الصلبة يساعد على بناء السد فوقه بكلفة اقتصادية مناسبة.  
  • يكون الموقع ملائم لإنشاء قناة تصريف تحمل المياه الزائدة خارج الخزان عند ارتفاع مناسبها إلى مستوى يفوق طاقة خزنه.
  • توفر مواد أولية تستخدم في بناء السد.  
  •  التأكد من العمر الزمني للخازن من خلال معرفة كميات الرواسب التي يجلبها النهر سنوياً إلى الخزان فكلما كانت كميات كبیرة تؤدي إلى تخفيض القدرة الاستيعابية للخزان حتى يصل إلى مستوى يكون الخزن فيه محدود وغیر مفید.

يفضل إن يكون الخازن في موقع ضیق وعمیق للحد من التبخر ونمو الأعشاب والنباتات في       الجهات الضحلة منه، كما تقل المساحة التي يشغلها الخزان، حیث يترتب على اتساعها زيادة ملوحة المياه والتعرض إلى التبخر ونمو النبات.

  • دارسة نظام التصريف النهري وطبيعة الامطار لساقطة على حوضه لمعرفة نوع الفيضان الذي يشهده والتصريف الاعتيادي، أي التعرف على أعلى موجة فيضان واقل تصريف ومدى تردد تلك الفيضانات والتي على ضوءها يتم تحديد نوع السد الملائم بحیث يستوعب أعلى موجة فيضان. وكذلك الحال في الأودية الجافة فیتم التعرف على النظام المطري واعلي موجات سیل تعرض لها.  
    • إن يكون انحدار المجرى في منطقة بناء السد بطیئا، ويفضل أن يكون میل الطبقات باتجاه المنبع للحد من ضغط المياه على السد الذي يرتفع بزيادة الانحدار، فضلا عن اندفاع الرواسب نحو جسم السد والتي تزيد من الضغط عليه فتشكل خطر ينتج عنه أضار كبیرة.
    • قلة الآثار الناتجة عن قيام السد التي تتعرض لها المناطق المحيطة به، حیث ينتج عن ارتفاع مناسیب المياه فيه ارتفاع منسوب المياه الجوفية في تلك المناطق، وقد ينتج عن ذلك مشاكل مختلفة يتعرض لها النشاط البشري بأنواعه.
    • إن تكون المنافع المتحققة من إقامة السد في الموقع الذي يتم اختياره تفوق الكلف والخسائر المترتبة على ذلك، كغمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمدن والقرى والمشاريع والمنشآت المختلفة.
    • تحديد الهدف الأساسي من إقامة السد لمعرفة مدى ملاءمة الموقع له, ففي كثير من الأحيان يرتبط بالسد خزن المياه للتخلص من أخطار الفيضان عند حدوثه وتولید الطاقة الكهربائية, إلا انه في الواقع يوجد تناقض في تحقیق الهدفین، فإذا كان لغرض التخلص من الفيضان يتم خزن المياه الزائدة عند حدوثه وتفريغها عند انخفاض المناسیب ليكون جاه از للموجة القادمة, إما إذا كان لغرض تولید الطاقة الكهربائية فيجب الحفاظ على اكبر كمية من المياه في الخازن في منسوب قادر على تدوير التوربینات التي تحتاج إلى قوة مياه كبیرة تندفع من مستوى عال ، وعليه يفضل إقامة مثل تلك المحطات على روافد الأنهار وعدم أقامتها على الأنهار الرئيسية .

4- منافع انشاء السدود:  

      • تجميع وخزن المياه: نتيجة لإنشاء سد فان المياه ستتجمع لتشكل خزانًا خلف السد. وجود هذا العائق يسمح بجمع المياه العذبة في المنطقة خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة لاستخدامها لاحقاً أثناء فترة الجفاف. وذلك بتزويد المناطق المحيطة والتجمعات السكانية بكميات ثابتة من المياه لأغراض الري الزراعي. وهذا يعني أن السد يمكن أن يوفر لمنطقة بأكملها تجهیز مضمون من للمياه تحت كل الظروف وتحت ظروف الجفاف والطقس المتطرف أو أنماط هطول الأمطار غیر المنتظمة والقلیلة. فالسدود تعتبر اولا من العوامل الاساسية لازدهار الحياة الزراعية في البلدان التي تعتمد على الموارد الزراعية في اقتصادها والثروة الحيوانية لأنه يترتب نتيجة لإنشاء هذا المنشأ توسيع في الاراضي المزروعة مع تنويع الزارعة واقامة المشاريع الزراعية والري الضخمة اضافة لدورها في تنمية الثروة الحیوانية والسمكية] 10[.
  • الحماية من الفيضان: من الأهداف الرئيسية المهمة لإنشاء السدود هي الحماية من الفيضانات والحد منها والتحكم في قيمة جريان الفيضان، حیث انه من خلال بحیرة السد وببوابات السد يمكن التحكم والسيطرة على تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر. وهذا سیوفر أو يحد من خطورة عدم السيطرة على الفيضان والتي يهدد حياة الناس وممتلكاتهم. ان تجنب مخاطر الفيضانات يضمن الاقتصاد المستدام للبلد بأكمله، ومن واقع الحياة فإن مناطق عديدة في العالم تكون عـرضة للفيضانات لذا بنیت سدود كثیرة بهدف الحماية من مخاطر الفيضانات لضمان الاستقرار والتطور المجتمعي.
  • إنتاج الطاقة الكهربائية: من منافع انشاء السدود إنتاج الطاقة الكهربائية: حالياً الطاقة الكهرومائية مسؤولة عن 19٪ من إمداد العالم بالطاقة حیث تقدم السدود طاقة تقدر بأكثر من 3000 تیرا واط كل عام. ان بمجرد بناء السد بالكامل وتكوين خزان مائي فانه سوف يولد طاقة كامنة يمكن من خلال إطلاق هذه المياه من منافذ خاصة للسد من إنتاج طاقة كهربائية بسبب الطاقة الحركية لحركات المياه والتي تعمل على تدوير التوربینات. وهذا يسمح لنا بتولید كهرباء نظيفة ومتجددة. (كما يبين الشكل 3: نموذج لسد لإنتاج الطاقة الكهربائية). إن سدود الكهرباء تدوم لفترة أطول من محطات الطاقة الحرارية ويعتبر الأكثر صداقة للبیئة لأن تولید الطاقة الكهرومائية هو طبيعية وغیر استهلاكية وغیر مؤثرة على البیئة وهي ايضا مورد قابل للتجديد ويمكن  استخدامه مراراً وتكراراً وعلية يعتبر التولید المائي هو الخيار الأول في خيارات الطاقة وذلك للأسباب التالية: ان مشاريع السدود المائية تنتج طاقة عالية فبینما يمكن أن تولد التوربینة الواحدة حتى 800 ميغاواط فان اكبر وحدة للطاقة الشمسية لا تزيد ع ن 10 ميغاواط واكبر طاقة مولده من وحدة الرياح لا تزيد عن 5 ميغاواط , كما ان الطاقة المائية هي الأرخص فبینما تبلغ تكلفة إنتاج 1 ميغاواط مائي فقط 5.1 دولار فان إنتاجه بالطاقة الشمسية يكلف 15  دولار كما أن التولید الحراري مكلف جدا ويحتاج لتكلفة تشغیل مستمرة وصيانة دائمة وعمر افتراضي قصیر ومرهون بتقلبات سوق النفط. لذا فان الطاقة المائية هي طاقة نظيفة ملائمة للبیئة ويعتبر عالميا الخيار الأول.   

الشكل 3: نموذج لسد لإنتاج الطاقة الكهربائية

  • تغذية المياه الجوفية: إن من فوائد انشاء السدود ان المياه الجوفية في المنطقة سوف يتم تغذيتها وبشكل مستمر من مياه بحیرة السد وهذا بشكل عام سوف يضمن تواجد للمياه الجوفية في مناطق واسعة مما سوف يكون له فوائد طويلة المدى من خلال الاستفادة من مخزون المياه الجوفية وكذلك لدورها في منع التصحر والزحف الصحراوي.  
  • ان خزان المياه خلف السد يمكن استخدامه في تربية الأسماك وزيادة الثروة السمكية مما يشكل مورد اقتصادي مستدام  
  • يمكن خزن كميات مياه الامطار لتوفیر مياه الشرب لبعض المناطق التي يقل فیها الماء والتي لولاها لكانت هذه المياه تذهب سدى فالسدود يضمن خزنها والاستفادة منها في أوقات لا تتوفر فیها هطول مطري وخاصة خلال سنوات الجفاف واوقات الصيف.
  • تنظيم المنطقة سياحياً: ان وجود المياه والبحیرة سوف تعمل على تكوين بیئة جمیلة في المنطقة يمكن الاستفادة منها لأغراض ترفیهية وسياحية مما سوف يشكل اضافة الى تأثیرها الترفیهي والسياحي للمجتمع بجعلها مصدر رئيسي لاقتصاد المنطقة.  
  • تستخدم السدود والمياه المخزونة في تنظيم جريان النهر من حیث الكمية والأعماق والتي تستخدم لاغراض الملاحة.

فالسدود سوف تعمل على الحفاظ على مستوى الجريان للأنهار ضمن طاقة النهر في فصل توفر المياه كذلك الى ضمان اعماق جريان في فصول الصيف لضمان الملاحة النهرية اضافة الى تولید اعماق جريان يضمن تشغیل المشاريع الزراعية والصناعية الموجودة على طول مجرى النهر خلف السد.   

  • السدود وتوفیر المياه للتنمية الزراعية والحیوانية: من أهم ما يعوق زيادة الثروة الزراعية والحیوانية هو قلة المياه وجفاف المراعي والسدود بخزنها المياه الفائضة في فصول توفرها واستخدامها بفترات لاحقة سوف يضمن المياه لاستمرارية كافة النشاطات المدنية الزراعية والحیوانية والصناعية أيضاً.  
  • دور السدود في تلطيف المناخ: إن السدود والبرك لها دور في تلطيف المناخ فهي سوف تعمل على تحسن في المناخ في المنطقة المجاورة للسد.
  • السدود هي وسیلة هامة لحفظ التربة من الانجراف أثناء انحدار السیول عندما تكون الأمطار غزيرة وهذا يسهم في التقلیل من كمية التربة المجروفة ومساحتها والأضرار الكبیرة والبعیدة المدى الناشئة عنها مثل إنهيار المنازل التي تتأثر بفعل السیول.

5أسباب تسرب المياه في السدود الترابية وأثارها:

5-1-أسباب تسرب المياه في السدود الترابية: تعتبر السدود الترابية من أهم المنشآت المائية التي تلعب دواًر حیوياً في تخزين المياه واستخدامها في مختلف المجالات، ومع ذلك فإن مشكلة تسرب المياه من خلال جسم السد أو من أسفله تمثل تحدياً كبیراً للهندسة المائية] [11.

 طبيعية المواد: تتكون السدود الترابية من مواد طبيعية مثل الطین والرمل والحصى التي قد تحتوي على فجوات أو شقوق تسمح بتسرب المياه. 

  • الضغط الهيدروستاتيكي: الضغط الناجم عن وزن المياه المخزنة في الخ ازن مؤثر على جسم السد ويؤدي إلى زيادة التسرب.
  • التغيرات الجيولوجية: الحركات الأرضية والزلازل والنشاط البركاني قد تسبب تشققات وتصدعات في جسم السد.
  • العوامل الجوية: التغيرات المناخية وتأثیر التجمد والذوبان قد تؤثر على سلامة السد وتزيد من احتمالية التسرب.

5-2- أثار التسرب:

  • تآكل السد: يؤدي التسرب المستمر إلى تآكل المواد المكونة للسد مما يضعف استقراره ويهدد سلامته.
  • انخفاض كفاءة التخزين: يؤدي التسرب إلى فقدان كميات كبیرة من المياه المخزنة.
  • تلوث المياه الجوفية: قد تتسرب المياه المخزنة في الخزان إلى المياه الجوفية المحيطة بها مما يؤدي إلى تلوثها.
  • الخطر على المناطق المجاورة: في حال حدوث تسرب كبیر قد يتسبب في حدوث فيضانات وتدمیر للمناطق المجاورة.

6- إدارة تسرب المياه في السدود الترابية:

ومن الجوانب المهمة التي تحتاج إلى دارسة مستفيضة ما يأتي:

  • جيولوجية الموضع : تعد نوعية الصخور التي يقام فوقها السد الذي يتكون من كتلة بيتونية ثقيلة الوزن من الجوانب المهمة التي يجب مراعاتها عند اختيار الموضع المناسب] 12 [،حيث تختلف الصخور في خصائصها الكيميائية والفيزيائية و صلابتها وقوة تحملها، وميل الطبقات وأسطح التطبيق وما تتضمنه من طيات وصدوع وفواصل وتشققات والتي تؤثر جميعها على إقامة السد، وتعد الصخور الجارنيتية والناس من أفضل أنواع تلك الصخور ملائمة لبناء السدود الكبيرة، في حين تعد صخور الطفل والجيرية من الصخور غير الملائمة لقلة صلابتها وقابليتها على الذوبان بالماء.
  • منسوب المياه الجوفية: يؤدي وجود المياه الجوفية بمناسيب مرتفعة في التكوينات من تربة وصخور إلى حدوث انزلا قات وهبوط وقد تحدث تلك العمليات عند ارتفاع وانخفاض مناسيب المياه بشكل مفاجئ، وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى انهيار سد فايونت في إيطاليا عام 1963 والذي يعد من أسوء كوارث انهيار السدود في العالم لما نتج عنه من خسائر بشرية ومادية ذهب ضحيتها 2611 شخص [13].
  • الضغط المسلط على السد: يتعرض السد إلى ضغط من مصادر مختلفة منها ما يأتي:
  • قوة ناتجة عن وزن حائط السد.
  • قوة ضغط المياه أمام السد والتي يزداد ضغطها مع زيادة انحدار ارض الخازن نحو السد.
  • قوة ضغط الترسبات التي تجلبها المياه وتترسب أكبر كمية منها عند السد.
  • قوة ضغط الثلوج في المناطق الباردة والتي يكون أكبر من قوة ضغط المياه.
  • ضغط ناتج عن الزلازل والباركين والحركات الأرضية البطيئة.
  • ضغط ناتج عن المياه المتسربة من أسفل وجوانب السد.
  • المناخ السائد في موقع السد: يؤثر المناخ على السد وخاصة عندما يكون التطرف الحراري كبير، إذ تعمل الحرارة في ارتفاعها وانخفاضها على أحداث تشققات في جسم السد وخاصة الجهة الأمامية منه، وتزداد مخاطر ذلك عندما تسهم الحرارة المنبعثة من باطن الأرض التي يقع فوقها السد في انتشار الشقوق في أسفل السد فتسمح بتسرب المياه إلى جسم السد فتعمل على إذابة وتأكل بعض المواد التي يتكون منها فتقلل من قوته ومتانته، فضلا عن التأثير الناتج عن الهطول بأنواعه.

وقد تتظافر عدة عوامل في التأثير على السد فتؤدي إلى انهياره، وهذا ما حدث لسد كولوميت المشيد على نهر بالموكويك والذي انهار عام 1972 فتسبب في تدمير 4111 دار سكنية ومقتل 118 شخصا مع خسائر مادية بلغت 55 مليون دولار، عندما تعرض الى موجة فيضان عالية بلغت 6م وبسرعة 8كم/ ساعة نتيجة لسقوط الامطار وذوبان الثلوج كما كان السد ذو خصائص سيئة منها ما يأتي:

  • انخفاض الطاقة الاستيعابية للخازن أمام السد.
  • عدم وجود قناة لتصريف المياه الزائدة عن طاقة السد.
  • تسرب كميات كبيرة من المياه أسفل السد والتي أضعفت استقراريته.
  • تشبع جسم السد بالماء مما أدى إلى قلة تماسك مكوناته واضعاف قوته ومتانته.
  • قلة تماسك مكونات السد الحاوية على تربة عضوية (فحمية) وطينية وطفل والتي تحولت إلى مادة طينية غير متماسكة عند تشبعها بالماء.

6-1-المواد المستخدمة في علاج تسرب المياه في السدود الترابية:

يتم استخدام مجموعة متنوعة من الموارد العلاجات والتي تختلف باختلاف طبيعية المشكلة وحجمها   

أهم العلاجات والمواد المستخدمة: 

  • الحواجز السائلة: هي مواد سائلة يتم تعبئتها في الشقوق والثغرات الموجودة في جسم السد تعمل على سد هذه الشقوق وتقليل التسرب.
  • الحواجز الصلبة: هي مواد صلبة على شكل الواح أو شرائح يتم تثبتها في المناطق المتضررة من السد وتعمل على عزل المياه ومنع تسربها.[ 14 ]
  • مواد الختم  
  • الإسمنت: في سد الشقوق الصغیرة واصلاح الاضرار البسيطة في جسم السد.
  • البوليميرات: تستخدم البوليميرات في إنشاء حواجز مرنة وقابلة للتمدد مما يجعلها مناسبة العلاج في المناطق التي تتعرض الحركات التربة.
  • الراتنجات: تستخدم الراتنجات في إنشاء حواجز قوية ومقاومة للتأكل وتستخدم في المناطق التي تتعرض لضغوط عالية.
  • الأغشية: الأغشية البوليمرية: توضع هذه الأغشية داخل جسم السد أو على سطحه لإنشاء حاجز مائي يمتع تسرب المياه.
  • الأغشية المعدنية: تستخدم الأغشية المعدنية في الحالات التي تطلب حماية إضافية من التآكل والتلف.
  • الطرق التقلیدية: الطین: يستخدم الطین في سد الشقوق الصغیرة واصلاح الأضرار البسيطة في جسم السد.

عوامل اختيار المواد والعلاج: 

طبيعية المشكلة: يعتمد اختيار المواد والعلاج على حجم وطبيعة فالثقوب الصغیرة ويمكن سدها باستخدام المواد.                   

التكلفة: يجب مراعاة التكلفة الاقتصادية للعلاج المقترح[15]  .

ملاحظات هامة: 

التشخيص الدقیق: يجب اجراء تشخيص دقیق للمشكلة لتحديد أسباب التسرب والمناطق المتضررة قبل البدء في العلاج.

التخطيط الجید: يجب اجراء متابعة مستمرة للسد بعد العلاج للتأكد من نجاح العملية واكتشاف أي مشكال جديدة.

الاستعانة بالخبراء: ينصح بالاستعانة بمهندسین متخصصین في مجال السدود لإجراء الفحص والتشخيص وتقديم الحلول المناسبة [16]. 

ختاماً إدارة السدود المائية تتطلب جهود المهندسین والجیولوجیین والخبراء في مجال المياه بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والمراقبة المستمرة 

يمكن الحفاظ على سلامة السدود وضمان استدامها 

6-2- دور الذكاء الاصطناعي في إدارة تسرب المياه: 

يمكن الذكاء الاصطناعي أن يلعب دواًر هاماً في إدارة تسرب المياه في السدود الترابية من خلال: 

  • تحلیل البيانات: تحلیل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بشكل السد وقياسات الترب لتحديد الانماط والتغیرات.
  • التنبؤ: التنبؤ بحدوث التسرب قبل وقوعه بناء على تحلیل البيانات التاريخية.
  • التصميم: تصميم سدود أكثر أماناً وكفاءة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • أتمتة المراقبة: أتمتة عمليات المراقبة والصيانة باستخدام الروبوتات وأجهزة الاستشعار الذكية[17].

 المراجع :  

  1. Hasan,I.Brief in floods.Impacts and protection.The Arab ceuter for translation andpublication.Damascus-Syria,2005,723.
  2. AWDEH,S.The most important problems faced the Earth dams and monitoring,Homs university Journal Vol 73,Tssue8,2015.
  3. Assessment of performance of drainage systems in Eart.fill dams,M.sc.thesis,civil Engineering Dept,Middle East Technical univ,2017.
  4. Schanz, T., Vermeer, P. A., and Bonnier, P. G., 1999. “The Hardening Soil Model: Formulation and Verification”, Beyond 2000 in Computational Geotechnics-10 Years of Plaxis, Balkema, Rotterdam.
  5. Saboya, F. Jr., and Byrne, P. M., 1993. “Parameters for Stress and Deformation Analysis of Rockfill Dams”, Can. Geotech. J., 30, 690-701.
  6. Plaxis ver. 7 – Material Models Manual.
  7. PlaxisV8-manuals-Tutorial_Manual_V8 – page90.
  8. Liu, X ., Wu, X., Xin, J., and Tian, H., 2002. “Three Dimensional Stress and Displacement Analysis of Yutiao Concrete Faced Rockfill Dam”, Proc. Of 2nd Int. Symp. On Flood Defense, Beijing.
  9. Lefebre, G., Duncan, J. M., and Wilson, E. L., 1973. “Three-Dimensional Finite Element Analysis of Dams”, J. of Soil Mech. and Found. Div., ASCE, 99, SM7, 495-507.149.
  10. Khalid, S., Singh, B., Nayak, G. C., and Jain, O. P., 1990. “Nonlinear Analysis of Concrete Face Rockfill Dam”, J. Geotech. Engrg., ASCE, 116, 5, 822-837.
  11. Hunter, G., and Fell, R., 2003. “Rockfill Modulus and Settlement of Concrete Face Rockfill Dams”, J. Geotech. Geoenv. Engrg., ASCE, 129, 10, 909-.719
  12. Duncan, J. M., Byrne, P., Wong, K. S., and Babry, P., 1980. ”Strength, Stress-Strain and Bulk
  13. Modulus Parameters for Finite Element Analyses of Stresses and Movements in Soil Masses”, Report No: UCB/GT/80-01, University of California, Berkeley. 148.
  14. Duncan, J. M., and Chang, C. Y., 1970. “Nonlinear Analysis of Stress and Strain in Soil”, J. of Soil Mech. and Found. Div., ASCE, 96, SM5, 1629-.3561
  15. Varadarajan, A., Sharma, K. G., Venkatachalam, K., and Gupta, A. K., 2003.“Testing and Modeling
  16. Two Rockfill Materials”, J. Geotech. Geoenv. Engrg.,ASCE, 129, 3, 206-.812
  17. Sharma, H.D. , 1976. “Nonlinear Analysis of a High Rockfill Dam with Earth Core”, PhD Thesis, University of Roorkee, Roorkee, India.150.
Live التصويت الخاص بحلقة البحث بعنوان :لسدود الترابية ( تعريفها _ أهميتها _ أسباب التسرب وإدارتها)
  • ممتاز
    94% 94% 129/ 136
  • جيد
    0% 0% 1/ 136
  • مقبول
    4% 4% 6/ 136

تنفيذ إدارة المواقع الالكترونية في الجامعة الوطنية الخاصة 2025

أهلا وسهلا بكم في الواحة الطلابية للجامعة الوطنية الخاصةانقر لزيارة الموقع الرسمي للجامعة الوطنية الخاصةانقر لزيارة موقع المكتبة الالكترونية للجامعة الوطنية الخاصةانقر لزيارة موقع الواحة الاكاديمية للجامعة الوطنية
Scroll to Top