الـواحــة الطلابيــة للجـامعــة الوطنيــة الخـاصــة

Student Oasis of Al-Wataniya Private University

عنوان الحلقة البحثية : الإغلاق الأولي للشرائح الفموية

مسابقة أفضل حلقة بحثية طلابية - كلية طب الأسنان -

د.طارق أبو عجوة

الأستاذ المشرف

د.طارق أبو عجوة

اعداد الطالب

ياسر خلدون الحلبي

الملخص:

تعد خياطة الشق الجراحي امراً بالغ الأهمية لأنها تحقق الشفاء الأسرع للنسج الرخوة. تعددت تقنيات الإغلاق الأولي للشرائح الفموية لتحقيق أقل إزعاجاً وألماً للمرضى. إذا قارنا بين تقنيات الإغلاق الفموي نجد أن : تقنية DF حققت أقل ألما للمرضى بعد العمل الجراحي بينما تقنية CALF سببت الماً بسيطاً في حين سببت تقنية PRI ألما أكثر من CALF ، وتعد تقنية MIRI التقنية الأكثر إزعاج وألم للمرضى.

تتضمن جميع العمليات الجراحية داخل الفموية عمل شقوق ضمن النسج المخاطية وصولاً للمنطقة المستهدفة بالعمل الجراحي، ويلي العمل الجراحي عمل خياطة لطرفي الشق الجراحي والتي يشترط لنجاحها وتحقيق شفاء ممتاز للنسج الرخوة أن تحقق مبدأ الاغلاق الأولي للجرح، والذي يعني استخدام الخياطة لتقريب طرفي الشق الجراحي من بعضهما لتحقيق تماس مباشر بينهما دون وجود قوى شد (قوى توتر) تسعى لإبعاد طرفي الشريحة عن بعضهما. إن وجود ذلك النوع من القوى يمكن أن يؤدي إلى نقص التروية الدموية الموضعي الأمر الذي يؤثر سلباً على عملية الشفاء[1]، كما أنها ستؤدي بالنهاية إلى انفتاح الجرح (ابتعاد طرفي الجرح عن بعضهما) وتمزق النسج وفشل الخياطة [2].

يعتبر الإغلاق الأولي للجروح أساسياً لنجاح جميع إجراءات التطعيم العظمي (وهي وضع الطعوم العظمية في منطقة ما من الناتئ السنخي بهدف زيادة أبعاده الأفقية والعامودية) [3]. كما يستخدم الإغلاق الأولي للجروح الفموية بعديد من التطبيقات الجراحية الأخرى من بينها إغلاق النواسير الأنفية الفموية [4].

طور Mish تقنية للإغلاق الأولي للجروح أسماها تقنية المسافة تحت المخاطية (Submucosal Space Technique) تهدف إلى توسيع النسج فوق الطعوم العظمية المستخدمة لزيادة أبعاد الحافة السنخية [5]، تعتمد هذه التقنية على عمل شق بعمق 1-2ملم ضمن النسيج السمحاقي في باطن الشريحة الدهليزية في مستوى أعلى من الملتقى المخاطي اللثوي ، وبشكل موازي للشق الرئيسي على قمة الناتئ السنخي، يلي ذلك إدخال مقص كليل مغلق ضمن خط الشق وحتى عمق 10 ملم ثم فتحه تدريجياً الأمر الذي سيساهم في زيادة طول الشريحة الدهليزية بمعدل 171.3% وبالتالي تحقيق إغلاق أولي للجرح بدون توتر في طرفي الشريحة [6]. شكل (1)

شكل (1): تقنية SMT [6].

تدعى هذه التقنية أيضا بـ تقنية الشق المحرر للسمحاق ( Periosteal Releasing Incision ) واختصاراً بـ (PRI) ومن سيئاتها أنها قد تؤثر على التروية الدموية وتزيد من معدل الانكشاف للطعوم العظمية كما تزيد من اختلاطات بعد العمل الجراحي [7]. من سيئات هذه التقنية احساس المريض المستمر بعدم الارتياح حتى بعد اكتمال الشفاء، كما أنها تؤدي إلى نقص كبير في عمق الميزاب الدهليزي مما قد يؤثر على الخيارات التعويضية للمريض، وقد ينقص استعمال هذه التقنية من عرض اللثة المتقرنة الدهليزية أو حتى قد تختفي تماماً [8].

قدم Hur Y تقنية أخرى للإغلاق الأولي للجروح تدعى تقنية الشق المضاعف (Double Flap Incision) وإختصاراً (DF) [7]، وتعتمد على فصل الشريحة الدهليزية إلى طبقتين، طبقة السمحاق الداخلية وطبقة المخاطية الخارجية، حيث تتم خياطة الطبقة السمحاقية باستخدام خيوط قابلة للامتصاص ثم خياطة الطبقة الخارجية باستخدام خيوط الحرير غير القابلة للامتصاص لتحقيق الإغلاق الأولي للجرح ، تعطي هذه التقنية زيادة في طول الشريحة الدهليزية بمقدار 14.4 ملم [9]، كما أنها تستخدم في حالات الطعوم الكبيرة مع نتائج جيدة. يمكن لهذه التقنية أن تغير من مستوى المخاطية الدهليزية ومن الصعوبة أن تعيد توليد اللثة المتقرنة [7]. شكل (2)

DFتقنية
DFتقنية

شكل (2): تقنية (DF) [10].

تقنية أخرى قدمها  Ronda Mتدعى بـ الشريحة اللسانية المزاحة تاجياً (Coronally Advanced Lingual Flap) واختصاراً (CALF) [11]، تتضمن هذه التقنية فصل ارتباط ألياف العضلة الضرسية اللامية عن الشريحة اللسانية مما يجعلها حرة الحركة بالاتجاه التاجي، حيث يبلغ متوسط الزيادة في طول الشريحة اللسانية حوالي 19.9ملم، كما نها تعتبر مثالية في المناطق الخلفية من الفك السفلي لا سيما عندما يكون حجم الطعوم المستخدمة كبيراً، مع ضرورة انتباه الجراح لتجنب أذية العصب اللساني خلال العمل الجراحي [10]. شكل (3)

CALF تقنية
CALF تقنية

شكل(3): تقنية (CALF) [10].

الشق المعدل المحرر للسمحاق (Modified Periosteal Releasing Incision) هي تقنية أخرى قدمها Hur Y واختصاراً تدعى بـ (MPRI) [9]، تعتمد هذه التقنية على عمل شق سمحاقي يشبه في مواصفاته تلك المستخدم في تقنية PRI مع تعديل في عمق الشق الذي ينبغي أن يكون ضحلاً وبما لا يتجاوز 0.5ملم، يؤدي عمل هذا الشق إلى تقسيم السمحاق إلى قسمين، قسم تاجي وقسم ذروي، إن تطبيق ضغط جانبي على القسم التاجي باستخدام أداة كليلة يسمح بتمدد الشريحة الدهليزية بمقدار قد يصل إلى 10ملم. شكل (4)

شكل (4): تقنية (MPRI) [9].

قام Zazou ET AL بعمل دراسة قارن فيها بين التقنيات الأربعة السابقة ونستطيع أن نلخص ما حصل عليه في الجدول التالي:

جدول رقم (1)

اسم التقنية

متوسط مقدار إطالة الشريحة

الألم بعد العمل الجراحي

حجم الوذمة بعد العمل الجراحي

حصول انكشاف بعد العمل الجراحي

PRI

8.2-10.2ملم

المرتبة الثالثة

الأكبر

أعلى معدل انكشاف بنسبة 7.5%

MPRI

10ملم

الأشد ألماً

المرتبة الثانية

CALF

19.9ملم

المرتبة الثانية

الأقل

الأقل بنسبة 0.5%

DF

14.4ملم

الأقل ألما

المرتبة الثالثة

قدم Rosenfeld تقنية تعتمد على استخدام شريحة سمحاقيه مقلوبة من باطن الشريحة الدهليزية لتغطية منطقة الانكشاف من الناتئ السنخي، تدعى بتقنية السمحاق الدهليزي المقلوب U (Buccal Periosteal Inversion) واختصاراً (BUPI)، ووفقاً للباحث فإن هذه التقنية تحافظ على عمق الميزاب الدهليزي وعلى عرض اللثة المقترنة الدهليزية كما أنها تقدم إغلاق أولي حقيقي للجرح [12]. شكل (5) وشكل (6).

تستخدم هذه التقنية لإغلاق فتحة الجوف السنخي بعد قلع الأسنان بدون الحاجة لاستخدام أية مواد تغطية إضافية كالأغشية وطعوم النسج الرخوة الذاتية [13]، كما تساهم الطبقة الليفية الخارجية من السمحاق المقلوب في تقديم تغطية ممتازة وحماية جيدة لأي نوع من أنواع الطعوم ممكنة الاستخدام داخل الجوف السنخي [13].

تقنية BUPI
تقنية BUPI

شكل(5)  تقنية BUPI

 شرح للتقنية [13]، a: الجوف السنخي بعد قلع السن، b: رفع شريحة دهليزية كاملة الثخانة ثم عمل شق سمحاقي أفقي عند قاعدة الشريحة ( b1 : بحيث يصبح هذه الشق الأفقي قاعدة لشريحة سمحاقية مصممة على باطن الشريحة كاملة الثخانة [12] )، c: فصل الشريحة السمحاقية عن المخاطية وقلبها بالاتجاه التاجي، d: إغلاق الناتئ السنخي من خلال خياطة الشريحة السمحاقية المقلوبة مع الشريحة اللسانية. يمثل اللون الأحمر إشارة إلى اللثة المتقرنة، الأصفر للمخاطية الرخوة، الأخضر للسمحاق، والأزرق للطبقة الليفية الخارجية من السمحاق.

الشريحة السمحاقية المقلوبة
الشريحة السمحاقية المقلوبة

شكل (6) : الشريحة السمحاقية المقلوبة [13].

حديثاً 2018 قام Young بإضافة تقنية جديدة تدعى بـ تقنية القطع k (K-Incision Technique) [14]، تعتمد على عمل شق جراحي  يهدف لقطع اللثة لقسمين، ثم تسليخهما عن العظم ووضع مادة الطعم العظمي ثم الخياطة. تستخدم غالباً في حالة الرغبة لزيادة الأبعاد العامودية للعظم، ولا يمكن تطبيقها مباشرة بعد القلع وإنما ينبغي انتظار فترة شفاء تصل إلى شهرين بعد القلع ثم تطبيق هذه التقنية [14]. من حسنات هذه التقنية أنها تحافظ على عمق الميزاب الدهليزي، وتساعد على زيادة كمية اللثة المتقرنة، ومن سيئاتها أنها تحتاج لجراح مدرب بشكل ممتاز، و فترة طويلة من الشعور بعدم الارتياح بسبب فقدان الأسنان [14]. شكل (7)

تقنية K-Incision
تقنية K-Incision

شكل (7): تقنية  K-Incision  [14].

تقنية k-incision
تقنية k-incision

شكل (8): تقنية k-incision [14].

تقنية أخرى تعتمد على إطالة الشريحة الدهليزية من خلال استخدام النسج الحبيبة السنخية التالية لقلع أحد الأسنان المتضررة أو التالية لإزالة أحد الزرعات الفاشلة وذلك خلال عملية تهيئة العظم السنخي أو خلال عملية وضع الزرعات السنية [15-17]، تدعى بـ تقنية إطالة الشريحة باستخدام النسج الحبيبية السنخية (Flap Extension Technique Using Intrasocket Granulation Tissue ) واختصاراً (IGTFE). شكل (9)

تعتبر هذه التقنية مناسبة في الحالات التي يتواجد فيها جوف سنخي يحتوي على نسج حبيبية عريضة لا تقل ثخانتها عن 2ملم، ومن حسناتها الحفاظ على عمق الميزاب الدهليزي، وتجنب انكشاف منطقة العمل الجراحي مستقبلاً [18]

تقنية (IGTFE)
تقنية (IGTFE)

شكل (9): تقنية (IGTFE) [18]

 حيث يتم عزل النسج الحبيبية عن العظم السنخي مع الحفاظ على ارتباطها بالشريحة الدهليزية ثم خياطتها مع الشريحة الدهليزية لتحقيق الاغلاق الأولي للجرح.

الخلاصة: تتعدد الطرق المستخدمة لتحقيق الإغلاق الأولي للشقوق الجراحية داخل الفموية، والذي يعتبر بدوره شرطاً لنجاح العمليات داخل الفموية كالتطعيم العظمي مثلاً. وفي ظل تعدد الطرق ووجود حسنات وسيئات لكل منها، فإنه لابد عند اختيار أحد هذه التقنيات من توخي الاستطباب المناسب لكل حالة، وذلك لضمان نجاح واستقرار الحالة.

المراجع:

 

  1. de Sanctis, M. and M. Clementini, Flap approaches in plastic periodontal and implant surgery: critical elements in design and execution. J Clin Periodontol, 2014. 41 Suppl 15: p. S108-22.
  2. Greenstein, G., et al., Flap advancement: practical techniques to attain tension-free primary closure. J Periodontol, 2009. 80(1): p. 4-15.
  3. Burkhardt, R. and N.P. Lang, Role of flap tension in primary wound closure of mucoperiosteal flaps: a prospective cohort study. Clin Oral Implants Res, 2010. 21(1): p. 50-4.
  4. Batra, H., G. Jindal, and S. Kaur, Evaluation of different treatment modalities for closure of oro-antral communications and formulation of a rational approach. J Maxillofac Oral Surg, 2010. 9(1): p. 13-8.
  5. Misch CE. Bone augmentation for implant placement: keys to bone grafting. In: Misch CE, ed. Contemporary Implant Dentistry. 2nd ed. St Louis: Mosby; 1999. 421–267.
  6. Park, C., et al., Flap extension attained by vertical and periosteal-releasing incisions: a prospective cohort study. Clin Oral Implants Res, 2012. 23(8): p. 993-8.
  7. Hur, Y., et al., Double flap incision design for guided bone regeneration: a novel technique and clinical considerations. J Periodontol, 2010. 81(6): p. 945-52.
  8. Pikos, M.A., Mandibular Block Autografts for Alveolar Ridge Augmentation. Atlas of the Oral and Maxillofacial Surgery Clinics, 2005. 13(2): p. 91-107.
  9. Hur, Y., et al., Modified Periosteal Releasing Incision (MPRI) for Flap Advancement: A Practical Technique for Tensionless Closure. Clinical Advances in Periodontics, 2014. 5: p. 1-6.
  10. Zazou, N., et al., Clinical comparison of different flap advancement techniques to periosteal releasing incision in guided bone regeneration: A randomized controlled trial. Clin Implant Dent Relat Res, 2021. 23(1): p. 107-116.
  11. Ronda, M. and C. Stacchi, Management of a coronally advanced lingual flap in regenerative osseous surgery: a case series introducing a novel technique. Int J Periodontics Restorative Dent, 2011. 31(5): p. 505-13.
  12. Rosenfeld, E.A., Inverted periosteal flap: an alternative to the buccal advancement flap for tension-free, watertight closure. J Oral Maxillofac Surg, 2014. 72(7): p. 1244-50.
  13. Arabadzhiev, I.H., P. Maurer, and E.L.L. Stevao, Buccal periosteal inversion (BUPI) for defect closure and keratinized gingiva width preservation after tooth extraction – technique modification. Saudi Dent J, 2021. 33(8): p. 1049-1054.
  14. Cho, Y.D. and Y. Ku, Guided bone regeneration using K-incision technique. J Periodontal Implant Sci, 2018. 48(3): p. 193-200.
  15. Mardinger, O., et al., Intrasocket reactive soft tissue for primary closure after augmentation of extraction sites with severe bone loss before implant placement. J Oral Maxillofac Surg, 2009. 67(6): p. 1294-9.
  16. Mardinger, O., et al., Histomorphometrical analysis following augmentation of infected extraction sites exhibiting severe bone loss and primarily closed by intrasocket reactive soft tissue. Clin Implant Dent Relat Res, 2012. 14(3): p. 359-65.
  17. Hur, Y.S., H.C. Lim, and Y. Herr, Utilizing Chronic Intrasocket Granulation Tissue for Ridge Preservation: A Novel Approach. J Oral Implantol, 2020. 46(4): p. 438-445.
  18. Park, W.B., et al., Flap Extension Technique Using Intrasocket Granulation Tissue in Peri-Implant Osseous Defect: Case Series. Medicina (Kaunas), 2022. 58(11).

 

[IT_EPOLL_VOTING id="441"][/IT_EPOLL_VOTING]

تنفيذ إدارة المواقع الالكترونية في الجامعة الوطنية الخاصة 2023

Scroll to Top