اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر ” التعليم العالي في سوريا نحو العالمية “
رؤى وخطط واعدة نحو مستقبلٍ يقوم على الابتكار والتجديد
استمرت فعاليات مؤتمر ” التعليم العالي في سوريا نحو العالمية ” في يومه الثاني على التوالي في رحاب الجامعة الوطنية الخاصة ، حيث التقت العقول النيّرة والخبرات المهنية المُختلفة لتكشف معاً عن رؤى استشرافية تُسهم في بناء مستقبل تعليمي مزدهر وترسم ملامح طريق جديد للتعليم العالي في ظل التحديات الراهنة والفرص الكبيرة التي تنفتحُ عليها آفاق سوريا .
افتُتح اليوم الثاني بكلمةٍ للدكتور ياسر عبد الرزاق ، مؤسس وعضو سابق في مجلس أمناء الجامعة الوطنية الخاصة ، الذي قدم مشاركة علمية قيمة حول ” مراكز التعليم المستمر والتدريس والتعلم في الجامعة الوطنية الخاصة ” وكشف فيها عن الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المراكز في صقل مهارات الطلاب وتطوير الكفاءات، وتزويد المجتمع بأجيال مؤهلة تواكب متطلبات سوق العمل المتغيرة ، مؤكداً على أن التعلم مدى الحياة أصبح اليوم ضرورة ملحة في عالمنا المعاصر.
انطلقت الجلسة الرئيسية الأولى تحت رئاسة الأستاذ الدكتور حيان حمدان ، نائب رئيس الجامعة الوطنية للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب ، حيث طرح الخُبراء والأساتذة الأكاديميون مواضيعاً جديدة لفتت الأنظار كان أبرزها موضوع ” المدن الذكية والتعلم العالي نحو مستقبل مستدام – حماة المدينة الذكية ” الذي شرح فيه الدكتور مسلم عزام عبد الرزاق عن ضرورة التحوّل إلى توظيف الإمكانيات الهائلة للتقنيات الحديثة في بناء مدن نابضة بالحياة مُتخذاً من محافظة حماه مثالاً حيّاً على استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة عبر تحسين كفاءة استخدام الخدمات والموارد المادية والبشرية لإنجاح هذا التحوّل الحضاري .
كما قدّم الدكتور أسامة قاضي ، مستشار اقتصادي وإداري ، رؤية جديدة للمناهج الاقتصادية في الجامعات السورية ، أكّد فيها على ضرورة تضمين مفاهيم الاقتصاد الحديثة مثل الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة بما يضمن تحديث هذه المناهج لتكون أكثر استجابة للمتغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية ، ولتخرّج كفاءات قادرة على قيادة النمو الاقتصادي في سوريا ، مشيراً إلى أهمية التركيز على المهارات العملية التي يحتاجها سوق العمل السوري ، خاصة ضمن مرحلة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة التي تعيشه سوريا اليوم بعد سنوات من الانعزال والانغلاق عن العالم .
قدمت الأستاذة رندة تفتاف ـ عبر تقنية الاتصال المباشر ـ والأستاذة سمية عبد الرزاق عرضاً مشتركاً بعنوان ” تحول التعلم – دور الذكاء الاصطناعي في التعليم الحديث والتدريس في القرن الواحد والعشرين ” حيث أشارت الأستاذتين إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة فعّالة في إثراء العملية التعليمية ، وجعلها أكثر تفاعلية ومرونة ، بينما شارك الدكتور موفق اللحام ـ عبر تقنية الاتصال المباشر ـ بتقديم جلسة علمية حول “التعلم من العالم – تشكيل مستقبل سورية في حوكمة الذكاء الاصطناعي” أشارَ فيها إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل سوريا ولكن ضمن مجموعة من الأطر الأخلاقية والقانونية لضمان استخدام آمن ومسؤول يحقق الأهداف المتوقعة .
اختتم الأستاذ الدكتور وائل عدي الجلسة الرئيسية لليوم الثاني بحديثه عن ” التدريب المهني – المسارات البديلة للتميز من خلال التدريب المهني والاعتمادات في سورية الحديثة ” وذلك ـ عبر تقنية الاتصال المباشر ـ حيث أشار إلى أهمية التعليم المهني كحل أساسي لتوفير الكفاءات والمهارات المطلوبة بشكل عاجل في قطاعات مثل البناء، الصناعة، الخدمات، إضافةً إلى كونه يوفر مسارات سريعة ومباشرة للخريجين للانخراط في سوق العمل .
شهد اليوم الثاني من المؤتمر انعقاد ثلاث جلسات النقاشية كان أولها ” التعليم الفني والمهني – طريق للتعافي ” برئاسة الأستاذ الدكتور هاني الخطيب ، عميد كلية الهندسة ( المعلوماتية والاتصالات ) في الجامعة الوطنية الخاصة ، حيث ركزت الجلسة النقاشية الرابعة على الدور المحوري للتعليم الفني والمهني في نهضة سوريا وناقش المُحاضرون دور التدريب المهني في إعادة بناء الصناعات , ملقيين الضوء على واقع وآفاق التعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات ، وتشاركوا الرؤى حول التعليم الفني والمهني كطريق نحو التعافي الاقتصادي وأهميته كقاطرة للنمو.
بينما ترأس الأستاذ الدكتور طارق أبو عجوة ، عميد كلية طب الأسنان في الجامعة الجلسة النقاشية الخامسة بعنوان ” التقدم الطبي في سورية ” والتي قدم فيها الأستاذ الدكتور شعيب الأحمد ، عميد كلية الصيدلة في الجامعة عرضاً عن ” استخدام التقنيات الرقمية في تحليل الأدوية ” وتطرق المحاضرون إلى عوامل الشخصية عند الشباب وعلاقتها بإدمان الكبتاغون واستخدامات الذكاء الاصطناعي في عالم طب الأسنان , كما تحدث الدكتور عبيدة الشققي عن أهم الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الطب الحديث كاشفاً بذلك عن آفاق واعدة في هذا القطاع المهني .
اختتمت الجلسات النقاشية برئاسة رؤساء المؤتمر الأستاذ الدكتور عهد خزام رئيس الجامعة الوطنية الخاصة والأستاذ الدكتور عبد الرحيم صابوني الذين أكّدا على أهمية بناء مستقبل تعاوني من خلال تضافر الجهود بين مختلف القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية لتحقيق الأهداف المشتركة ، ورسم خارطة طريق لتعاون مثمر يدعم طموح سوريا نحو العالمية .