عنوان الحلقة البحثية : تأثير الذّكاء العاطفي على جودة اتّخاذ القرار

المقدمة :

_إنّ عملية اتخاذ القرار تعتمد بشكل كبير على تأثير الذكاء العاطفي ( قدرة فهم العواطف والقدرة على استخدامها ) ، حيث يُطلب من صناع القرار امتلاك مهارة اتخاذ القرار من خلال الفهم الجيد لمحيطهم. وبالتالي، فإنهم يتمتعون بالذكاء العاطفي .

وإنَّ تأثير الذكاء العاطفي على أساليب القيادة و اتخاذ القرار أصبح موضوعاً يستحق الدراسة، حيث لا يمكن الحصول على قوة القيادة إلا من خلال قوة اتخاذ القرار، والتي تعتمد بشكل مباشر على الذكاء العاطفي للقائد.

 في الأساس، يعد الذكاء العاطفي أداة أساسية للقيادة لأن وظيفة القائد هي ضمان اتخاذه قرارات موجهة نحو النتائج وتحويلها إلى استراتيجيات للمنظمة [١].

ولأنّ معرفة ادارة العواطف تنتج عنها إمكانات هائلة لتحسين القدرة على اتخاذ القرار في المؤسسات والمنظمات ، ولأن الذكاء العاطفي يدعم النظام بأكمله للمنظمة، بدءًا من أداء المديرين إلى الأداء العام للشركة. فمن هنا تأتي آهمية بحثنا العلمي

الهدف من البحث:

الهدف من هذا البحث هو استكشاف العلاقة المباشرة بين الذكاء العاطفي وجودة القرارات التي يتخذونها لشركاتهم من خلال:

 _فهم كيفة تأثير الذكاء العاطفي لصناع القرار على جودة القرارات للمنظمة

 _ومعرفة دور الذكاء العاطفي في اتخاذ القرارات الاستراتيجية

الدراسات السابقة :

في هذه الفقرة سيتم استعراض أهم الدراسات العربية والإنكليزية ذات الصلة بموضوع الدراسة وأهم النتائج التي توصلت إليها ، وذلك وفق الآتي :

أولاً: الدراسات السابقة العربية

‎1_تأثير الذكاء العاطفي على جودة اتخاذ القرار

عبد الرحيم, خولة, دادو, مويمة, مصطفاوي, سفيان/مؤطر

‎جامعة أحمد دراية–أدرار, 2021

هدفت الدراسة إلى :

‎هدفت الدراسة بشكل رئيسي الى دراسة تأثير الذكاء العاطفي على جودة اتخاذ القرار في مؤسسة سونلغاز-ادرار بالإضافة الى التعرف على مختلف ابعاد الذكاء العاطفي وعلاقته بالمتغيرات الديمغرافية.

توصلت هذه الدراسة إلى :

_اوصت بمجوعة من التوصيات ضرورة تحديد مزايا كل بديل من البدائل المتاحة قبل اتخاذ القرار.

_الاهتمام بمفهوم ابعاد الذكاء العاطفي لدى مؤسسة سونلغاز من خلال إقامة ندوات وحملات توضح أهمية هدا المفهوم داخل العمل.

2_ تأثير الذكاء العاطفي على إدارة المعرفة:

بحاج, حفصي, قالون, جيلالي/مؤطر

‎جامعة احمد دراية-ادرار, 2023

هدفت الدراسة إلى :

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى تأثير الذكاء العاطفي على عمليات إدارة المعرفة لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة أدرار، ولغرض الوصول إلى النتائج المرجوة من هذه الدراسة قمنا بالاستعانة بأداة الاستبانة الموزعة على 485 أستاذ. حيث تكون القسم الأول “أبعاد الذكاء العاطفي” من 23 فقرة أما القسم الثاني “عمليات إدارة المعرفة” من 15 فقرة، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، كما تما استخدام برنامج (SPSS) في معالجة البيانات إحصائيا

توصلت هذه الدراسة إلى :

تم التوصل إلى النتائج التالية: انه يوجد أثر ذو دلالة معنوية للذكاء العاطفي على عمليات إدارة المعرفة عند مستوى معنوية 5%، وانه لا يوجد فروق ذات دلالة معنوية في إدراك مفاهيم الذكاء العاطفي وإدارة المعرفة لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة عند مستوى معنوية 5% تعزى للمتغيرات الشخصية (العمر، الدرجة العلمية، سنوات الخدمة والكلية).

ثانياً  : الدراسات السابقة  الإنكليزية:

تأثير الذكاء العاطفي وأنماط إدارة الصراع في خصائص عملية صنع القرارات

The effect of Brazilian intelligence and conflict management styles on decision-making characteristics. Wahab Al-Abru, Hadi Abd, Abdullah, Hassan Odeh

الوهاب الابرو, هادي عبد, عبد الله, حسن عوده

Managerial Studies Journal 10 (20), 2018‏

The study aims to determine the effect of emotional intelligence and conflict management styles on characteristics of strategic decisionmaking process (SDMP). The conceptual framework and hypotheses of this study were built based upon three variables. A governmental sector in Iraq was used as an applied for testing the hypotheses of this study. The questionnaire method was used to collect data from a sample of 237 managers. The results showed that the positive effect of social awareness, relationship management and collaborating style on procedural rationality, comprehensiveness and behavioral integration. Also the study showed that the positive effect of self-awareness on intuition, And a positive effect of competing and avoiding styles on political behavior in (SDMP). Based on the results obtained it has been proposed a number of Recommendations.

مجلة الدراسات الإدارية 10 (20)، 2018

تهدف الدراسة إلى تحديد تأثير الذكاء العاطفي وأساليب إدارة الصراع على خصائص عملية اتخاذ القرار الاستراتيجي (SDMP). تم بناء الإطار المفاهيمي وفرضيات هذه الدراسة على أساس ثلاثة متغيرات. تم استخدام القطاع الحكومي في العراق كتطبيق لاختبار فرضيات هذه الدراسة. وتم استخدام أسلوب الاستبيان لجمع البيانات من عينة مكونة من 237 مديراً. وأظهرت النتائج وجود أثر إيجابي للوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات وأسلوب التعاون على العقلانية الإجرائية والشمولية والتكامل السلوكي. كما أظهرت الدراسة أن التأثير الإيجابي للوعي الذاتي على الحدس، والأثر الإيجابي لأساليب التنافس والتجنب على السلوك السياسي في (SDMP). وبناء على النتائج التي تم الحصول عليها فقد تم اقتراح عدد من التوصيات.

المراجعة الأدبية :

 أولا: الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على التحكم في المشاعر والعواطف الساحقة لدى الشخص أو مراقبتها وإعادة توجيهها إلى أدوات التوجيه. ثم تصبح هذه القدرة على التحكم مهارة لدى الشخص [2].

الذكاء العاطفي هو قدرة الأفراد على مراقبة مشاعرهم وعواطف الآخرين، والتمييز بين التأثيرات السلبية والإيجابية للعواطف وتوجيه أفكار وأفعال شخص ما باستخدام المعلومات العاطفية التي تم جمعها [3].

 يمكن أيضًا النظر إلى الذكاء العاطفي على أنه قدرة الأفراد على رؤية الحقيقة المطلقة بوضوح حتى يتمكنوا من فهم عواطفهم والتحكم فيها أثناء الاستجابة وكذلك تلقي ردود الفعل من الآخرين. علاوة على ذلك، يمكن اعتباره قدرة الأفراد على الاستجابة بشكل متسق مع إدراكهم لردود أفعالهم العاطفية وردود أفعال الآخرين. وهذا يسمح بعد ذلك للردود العاطفية السلبية المعتدلة بالبقاء إيجابية [4.

ثانيًا:  الاستخدام الذكي للعواطف

الاستخدام الذكي للعواطف يمنح الأفراد القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة لأنهم يدركون قوتهم وحدودهم، ولهذا السبب هم أكثر ثقة [5].

يمكن تصنيف الذكاء العاطفي إلى أربعة أبعاد:

الوعي الذاتي، وإدارة الذات، والوعي الاجتماعي، والوعي بالعلاقات [4].

وعندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات بشأن أي عمل تجاري، فعادةً ما يعتقد المرء أن الشخص الأكبر سنًا والأكثر خبرة يمكنه اتخاذ قرار أفضل لأنه يعرف أكثر من الشاب الذي دخل السوق للتو، بعد سنوات عديدة من السابق [6]. يزعم المؤلفون في [6] أن هذا ليس هو الحال لأن الشخص الأكبر سنًا يمكن أن يكون لديه سيطرة عاطفية أقل من الشاب. وبالتالي، فإن احتمالات اتخاذ قرار أفضل تكون مع الشاب الذي يتمتع بذكاء عاطفي وسيطرة أكبر. في هذه الحالة، يُعلن أن الذكاء العاطفي أكثر أهمية من الخبرة المهنية.

العلاقة بين الذكاء العاطفي وجودة القرارات الاستراتيجية:

_إن التحكم في العواطف والمهارات الفكرية لاتخاذ القرارات أمر بالغ الأهمية لكل طرف يتخذ القرار.

والذكاء العاطفي لا يتعلق فقط بالذات بل يتعلق أيضًا بوعي المرء بالبيئة المحيطة به والأشخاص الموجودين فيها. وقبل اتخاذ أي قرار، يجب مراعاة كل هذه العوامل [7]، وإلا فإن العواقب اللاحقة للقرارات ستكون متوقعة وقابلة للسيطرة إذا سارت في الاتجاه الآخر. إن مدى الذكاء ثابت مع التقدم في السن؛ والعكس صحيح في حالة الذكاء العاطفي، حيث يكون الشباب أكثر عرضة لاتخاذ قرارات أفضل وعقلانية من كبار السن [6].

وكما يزعم [7]، فإن نجاح أي منظمة يتطلب من قادتها أن يكونوا يقظين قبل اتخاذ أي قرار ثم تحويل هذا القرار إلى سياسة استراتيجية للمنظمة. وتعتمد نتائج مثل هذه القرارات بشكل كبير على جودة تلك القرارات. وتستند الجودة إلى الاستخدام المثالي والحكيم للمعلومات. إن معرفة وإدراك أن المعلومات المقدمة لصانع القرار لا تستند إلى شيء سوى الحقيقة هي مسؤولية المديرين. وبمجرد أن يسيطروا على المعرفة بقوة، سيكونون قادرين على اتخاذ قرارات نوعية تنتج نتائج وتصبح استراتيجيات [8

_ تتجلى مشكلة الدراسة في إهمال الكثير من المديرين لاهمية الذكاء العاطفي في عملهم إضافة لوجود اختلافات لدى القادة و المديرين في مستوى مهارات الذكاء العاطفي، مما قد يؤثر على النجاح في العمل و على القرارات المتخذة من قبلهم و غيرها

ان انخفاض مستوى الذكاء العاطفي قد يؤدي الى انخفاض قدرة المديرين على اتخاذ قرارات صحيحة و بالتالي انخفاض مستوى ادائهم الذي من الممكن ان يؤدي الى فشلهم، فغالبية المنظمات التي تختار أفرادها على أساس قدراتهم العقلية فقط تنتهي بطردهم على أساس قدراتهم العقلية فقط تنتهي بطردهم على أساس مشكلات يمكن تصنيفها بأنها عجز في الذكاء العاطفي .

أن من أكثر أسباب التسريح أو الفصل أو الارغام على الاستقالة ترجع لمشكلات يمكن تصنيفها بأنها عجز في الذكاء العاطفي مثل التصلب و التعامل الفظ مع الاخرين، وعدم القدرة على ضبط النغس والاحلام الواقعية وضعف المهارات الاجتماعية و الفشل في بناء شبكة اجتماعية كما ان وجود اختلافات في مستوى مهارات الذكاء العاطفي لدى الموظفين و المديرين و القادة قد يؤثر على الانماط الادارية المتبعة من قبلهم و اختيارهم نمط قيادي غير مناسب في منظماتهم.

دور الذكاء العاطفي في عملية اتخاذ القرار :

1. حاجة المؤسسات و المنظمات الحكومية وغير الحكومية لهذا النوع من الدراسات لكي تستطيع ادراك المفاهيم النظرية و الممارسات العلمية لمتغيري الدراسة و المنافع المترتبة عليها.

2. ربط متغيرات الدراسة في اطار دراسة تطبيقية علمية .

3. توضيح المفاهيم لذكاء العاطفي و عملية اتخاذ القرار وصياغته في اطار نظري فلسفي يفسر طبيعة العلاقة بينهما عبر مراجع و تتبع الادبيات ذات الصلة وطرح الاتجاهات الفلسفية الحديثة.

4.بناء مخطط الدراسة قابل لاختيار العلاقة و التأثير بين متغير المستقل والمتمثل بذكاء العاطفي والمتغير التابع المتمثل بعملية اتخاذ القرار.

5. تقديم مقترحات تخدم الجامعة في ضوء الاستنتاجات الدراسة