الـواحــة الطلابيــة للجـامعــة الوطنيــة الخـاصــة
Student Oasis of Al-Wataniya Private University
الدكتورة رنا السمعان
بتول سمير سعده
الملخص
يأتي سرطان الثدي في المرتبة الثانية كأكثر أنواع السرطانات انتشارا بعد سرطان الرئة و على وجه الخصوص النوع الحساس منه للهرمونات، حيث يمثل سرطان الثدي إيجابي الأستروجين حوالي 75 % من الحالات المصابة بالنسبة لكبار السن و 65% من الحالات عند الأعمار أقل من 50 سنة ،وتمتاز خلايا هذا النوع بامتلاكها مستقبلات على سطحها تسمح لها باستخدام هرمون الأستروجين لزيادة نموها، و تم توظيف هذه الخاصية في المعالجة التي أطلق عليها “العلاج الهرموني بتقليل الأستروجين ” و ذلك بآليات متعددة تكون على التوازي مع العلاج الكيميائي للمساعدة على الشفاء، و من هذه الآليات آلية الحصار الأستروجيني كدواء التاموكسفين الذي يقوم بتغيير بنية مستقبلات الأستروجين في الثدي و بالتالي يحد من تنامي الأورام المعتمدة عليه ، كما استخدم التاموكسفين كآلية وقائية أيضا و ذلك للتقليل من خطورة النكس لدى الإناث المتعافيات و إنقاص احتمالية الإصابة لدى الإناث اللاتي لديهنّ تاريخ عائلي لسرطان الثدي. و يعمل التاموكسفين كحاصر للأستروجين في الثدي إلا أنه يعمل كمقلّد أستروجيني في الأنسجة الأخرى مثل الرحم و لذلك فإن من أخطر تأثيراته الجانبية زيادته خطورة الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
مقدمة
سرطان الثدي Breast Cancer
يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء و ثاني السرطانات انتشارا عالميا و هو مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة فتشكل أوراما و يمكن لهذه الأورام أن تنتشر إلى أماكن مختلفة من الجسم و هناك الكثير من الأدلة التي تظهر تأثير كلا من نمط الحياة و العوامل البيئية على تطور سرطان الثدي[1]
سرطان الثدي الهرموني
إن سرطان الثدي الهرموني أحد أنواع سرطانات الثدي التي تكون حساسة للهرمونات حيث يحفز وجود بعض الهرمونات كالأستروجين و البروجسترون نمو الورم و يشكل هذا النوع من سرطانات الثدي ثلثي حالات الإصابة المسجلة تقريبا[2]
سرطان الثدي إيجابي الأستروجين ( الحساس لهرمون الأستروجين )
تتمتع خلايا هذا النوع من سرطان الثدي بمستقبلات تسمح لها باستخدام هرمون الأستروجين للنمو حيث يحتوي السطح الخارجي للخلايا السرطانية الموجودة في الثدي مستقبلات يمكنها التقاط هذه الهرمونات و التي بدورها تساهم في تحفيز الخلايا السرطانية و تكاثرها و يمثل حوالي 75 % من الحالات المسجلة بالنسبة لكبار السن و حوالي 65 % من الحالات المسجلة بالنسبة للأعمار أقل من 50 سنة [3]
هرمون الأستروجين
هو هرمون أنثوي يفرزه المبيض و يؤثر في تطور وظيفة الجهاز التناسلي الأنثوي و يتكون الأستروجين من ستيروئيد يحوي 18 ذرة كربون مرتبطة بمجموعة هدروكسيل بشكل حلقة عطرية.
يلعب هذا الهرمون دورا مهما في تطور الخصائص الجنسية للأنثى و يحفز تطور بطانة الرحم و عملية الإخصاب و نضوج البويضات قبل الإخصاب و وجوده في الثدي يحفز نمو نسيج الثدي .
مستقبلات الاستروجين ER
هي مستقبلات خارج خلوية و هي نوع متخصص من البروتين يسمح للخلية بالاستجابة لهرمون الأستروجين و حالما يتم تنشيطها فإن هذه المستقبلات تكون لها القدرة على الانتقال لداخل النواة و الارتباط بالحمض النووي DNA لتنظيم نشاط الجينات المختلفة. توجد هذه المستقبلات في أنسجة الجهاز التناسلي الأنثوي ( نسيج الرحم، عنق الرحم، المبيض،……) و في الثدي بشكل أساسي و أيضا في أنسجة متنوعة مثل العظام و الدماغ و الكبد و القولون و الجلد و الغدد اللعابية[4]
آليات العلاج الهرموني لتقليل الأستروجين :
الأثر العلاجي لحاصرات مستقبلات هرمون الأستروجين في علاج سرطان الثدي:
تقوم حاصرات الأستروجين بتغيير البنية الكيميائية لمستقبلات الاستروجين على سطح الورم مما يعيق ارتباط الأستروجين بها و بالتالي تلافي زيادة حجم الورم المسببة بالأستروجين مما يساعد على الشفاء إلى جانب العلاج الكيميائي.
التاموكسفين
هو العقار الرئيسي المستخدم في علاج سرطان الثدي إيجابي الأستروجين و يعرف بالمعدّل الانتقائي لمستقبلات الأستروجين أي أنه يعمل كمضاد للأستروجين في الثدي إلا أنه يعمل كشادّ للأستروجين في الأنسجة الأخرى كالرحم و العظام و يتواجد بشكل مضغوطات 10 ملغ و مضغوطات 20 ملغ، الجرعة البدئية للإناث البالغات هي 20 ملغ يوميا و نفس الجرعة لكبار السن .[6]
الأثر الوقائي لحاصرات الأستروجين
تشمل الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي الإناث اللاتي كانت لديهن إصابة سابقة و تعافوا منها و الإناث ذوات عوامل الخطورة العائلية العالية أي وجود تاريخ مرضي قوي لسرطان الثدي عند أفراد العائلة . حيث يتم إعطاء التاموكسفين لمدة 5 سنوات بعد انتهاء العلاج الكيميائي إذ يقلل من خطر العودة و يقلل من خطر تطور ورم سرطاني في الثدي الآخر.
كما يتم إعطاء التاموكسفين لدى الإناث ذوات السوابق العائلية بدءا من عمر محدد و بجرعات محددة يقررها الطبيب تبعا لنسبة الخطورة، حيث يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي الغزوي لدى السيدات الأكثر عرضة للخطر اللاتي تبلغ أعمارهن 35 عاما فأكثر سواء انقطع طمثهنّ أم لا [6]
التأثيرات الجانبية : من أخطر التأثيرات الجانبية لعقار التاموكسفين هي زيادته خطورة الإصابة بسرطان الرحم كونه يعمل كحاصر أستروجيني في الثدي أما في الرحم فيعمل مقلّدا للأستروجين فيزيد من سماكة بطانة الرحم و بالتالي يزيد من احتمالية تشكل أورام بطانة الرحم[7]
و في دراسة أجريت مؤخرا عام 2020 لتقييم خطر إصابة الإناث المعالجات بالتاموكسفين قبل انقطاع الطمث بسرطان بطانة الرحم تمت مراجعة السجلات الطبية للمريضات قبل انقطاع الطمث المعالجات باستخدام التاموكسفين و أخذ خزعة من بطانة الرحم و تمت الدراسة على 284 مريضة و كانت النتائج كالنتالي:
من بين 284 خزعة من بطانة الرحم تم تشخيص تضخم بطانة الرحم لدى 7 مريضات ( 2.5% ) و تم تشخيص سرطان بطانة الرحم لدى 5 مريضات ( 1.8% ) و لوحظ وجود أنسجة رحم طبيعية لدى 146 مريضة ( 51.4% ) كما لوحظت سليلة بطانة الرحم (أورام حميدة) لدى 114 مريضة ( 40.1% )[8]
تأثيرات جانبية أخرى:
تكون تأثيراته بشكل عام مشابهة لتظاهرات انقطاع الحيض و تتمثل بمجموعة أعراض محتملة ، أكثرها شيوعا:[9]
الهبّات الساخنة
تقلبّات المزاج
صداع
ألم في الصدر أو عدم ارتياح
آلام عظمية
تورم ناتج عن احتباس السوائل
تساقط الشعر
طفح أو جفاف جلدي
المراجع :
https://www.Who-int/ar/news-room/fact-sheets/detail/breast-cancer.html
https://www.cancer.org/cancer/breast-cancer/treatment/hormone-therapy-for-breast-cancer.html
4- ^ Levin، Ellis R. (2005-8). “Integration of the Extranuclear and Nuclear Actions of Estrogen”. Molecular endocrinology (Baltimore, Md.). ج. 19 ع. 8: 1951–1959. DOI:10.1210/me.2004-0390. ISSN:0888-8809. PMC:1249516. PMID:15705661.
5- World journal of biological chemistry 6(3),231,2015 by Franco Lumachi ,Davide A Santeufema ,Stefano MMBasso
6- Simon Maskell; Munir Pirmohamed (4 Mar 2022). “A reference set of clinically relevant adverse drug-drug interactions”. Scientific Data (بالإنجليزية). 9 (1).DOI:10.1038/S41597-022-01159-Y. ISSN:2052-4463. QID:Q123478206.
7- Elaine K.Howley.What Are the Side Effects of Anti-Estrogen Drugs of Anti-Estrogen Drugs and Immunotherapies.from:
https://health.usnews.com/health-care/patient-advice/articles/2017-09-26/what-are-the-side-effects-of-anti-estrogen-drugs-and-immunotherapies
8- PupMed from:Yonsei Med J.2020Apr;61(4);317-322.
doi :10.3349/ymj.2020.61.4.317.
9- https://www.sciencedirect.com/topics/neuroscince