الـواحــة الطلابيــة للجـامعــة الوطنيــة الخـاصــة
Student Oasis of Al-Wataniya Private University
د.م.براق غربي
جنى محمد نوار الدروبي
مقدمـــــــــــــة لقد صممنا من غير قصد العديد من مدننا لتكون حارة … لقد دفعنا الطبيعة بعيدا جدا … ملأنا شوارعنا بالإسمنت وبنينا العديد من المباني … كما حصرنا مساحاتنا الخضراء الى حد كبير في الحدائق الكبرى بعيدا عن معظم المناطق السكنية.. لقد امـتازت البيئة السكنية في مدننا التقليدية باستدامتها واستباقها للنظريات الحديثة في تحقيق التكامل البيئي والاجتماعي والاقتصادي وتلبيتها للمتطلبات الانسانية اخذة بعين الاعتبار التلاؤم بين الجانبين المادي والروحي ،في الوقت الذي تعاني فيه اغلب المدن المعاصرة وبالأخص المناطق السكنية من قصور في تحقيق هذا التوجه، إن تحقيق الاستدامة على المستوى الحضري للبيئة السكنية يتطلب وجود تنظيم كفوء يضمن ربط الفراغ الحضري للموقع مع ما يحيط به ومقارنتها مع ما تم فقدانه من التنظيم الفراغي للمناطق السكنية في المدن التقليدية (مدننا) وتأثير ذلك على فقدان الاستدامة في البيئة السكنية المعاصرة إلا أنه لم يتم تسليط الضوء على دور التنظيم الفراغي الكفوء لوحدة التنظيم العمراني في تحقيق البيئة المستدامة.
تهدف حلقة البحث الى الإضاءة على دور المساحات الخضراء باختلاف درجاتها الهرمية في تحقيق الاستدامة ضمن الوحدات العمرانية الواقعة ضمنها من خلال معرفة أسس التخطيط للمساحات الخضراء ضمن الأحياء ودورها وأثرها.
مفهوم الاستدامة تعرف (الاستدامة) على انها مفهوم ينطلق من نظرية انسانية تدعو الى الاهتمام بمستقبل الانسان، ومن ثم الحفاظ على البيئة التي تعطي الاستمرارية للإنسانية بهدف انجاز الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية وبالتالي تعزيز الحياة بالطريقة التي تسمح للآخرين سد احتياجاتهم في الحاضر، و يقسم نظام الاستدامة في مجال العمل المعماري الى مستويين وهما المستوى الحضري، مستوى المبنى المنفرد.
الاستدامة وأبعادها تتضمن التنمية المستدامة أبعادا متعددة، متفاعلة هي:
الاستدامة الحضرية والتصميم المستدام إن الاحتياجات الوظيفية للمدن والتجمعات الحضرية تتغير غالبا بمرور الزمن مع تغير السكان وتطور المجتمع , لذا فان من المهم في اي خطة تنمية بعيدة المدى مراعاة مشكلة تغير استخدام الفراغ وما يرافقها من اعتبارات والحل الامثل لهذا الامر خلال التعامل مع الفراغات ذات الاستخدام المتعدد التي تمتلك خصائص فراغية ومرونة عالية تؤهلها لاستيعاب مثل تلك المتغيرات لتحقيق التوافق المستمر للاحتياجات المتغيرة العمران، ولتحقيق التنظيم الفراغي على مستوى الاستدامة الحضرية يجب دراسة المصفوفة الحضرية لكي تتوافق مع الاحتياجات المحلية والثقافية والاجتماعية كالاتي :
الاستدامة في البيئة السكنية
تؤثر الخصائص الايجابية او السلبية للبيئة السكنية بشكل واضح على تحقيق خطط التنمية المستديمة كونها تشكل غالبية النسيج الحضري للمدن .ومن هذا المنطلق يجب العناية بتحسين البيئة السكينة خصوصا التي تتبع التنظيم الفراغي ذو النمط الشبكي الذي يعاني من نقص الفضاءات العامة والثانوية والمساحات الخضراء في التجمعات السكنية مما يقلل من حركة المشاة ويجعل تواجد السكان في الفضاءات العامة والمشتركة نادراً ,مما يؤدي الى ضعف العلاقات الاجتماعية بين السكان ويقلل من المساحات الخضراء التي تساعد على تلطيف المناخ. مبادئ تصميم الأحياء السكنية
ولتحقيق الاستدامة في البيئة السكنية يجب مراعاة التصميم الإنساني راحة الانسان، التصميم الحضري وتخطيط الموقع وقد جرت بعض المحاولات لتحسين هذه الحالة (كتجربة مدينة برشلونة).
إعادة هيكلة المدن القائمة لتحقيق الاستدامة:
المساحات الخضراء: تعرف المساحات الخضراء في المدن على انها المناطق المخصصة للنباتات والأشجار في البنية الحضرية ولهذه المساحات أهمية كبيرة في تحسين جودة الحياة في المدن. تتنوع المساحات الخضراء الحضرية من حدائق الحي والمنتزهات العامة الى الفناء الخلفي للمنازل والمساحات العامة المفتوحة تتضمن أيضا الحدائق العمودية التي تتواجد على جدران المباني والأسطح الخضراء التي تغطي السطوح.
أهمية المساحات الخضراء تعتبر الحدائق الرئات التي تتنفس من خلالها المدن، وزيادة مساحة الحدائق تعني البيئة الصحية للإنسان وتساهم بقدر كبير في توطيد الروابط الاجتماعية بين الناس حيث يلتقون ويتعرفون على بعضهم، وتقوم بوظيفة أساسية في تجميل المدن بما تحتويه من نباتات مختلفة الأشكال والألوان. وتزداد أهمية التشجير على جوانب الطرق وفي المتنزهات والحدائق يوماً بعد يوم وهي تختلف باختلاف الأقاليم المناخية، وتأخذ موقعاً ممتازاً في تخطيط المدن في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تشكو من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية والترابية، ويلاحظ أن استعمالات الأشجار في أغلب المدن تتركز على القيم الجمالية والسلوكية والفنية. لقد أخذ القائمون على تخطيط المدن إعداد الدراسات في مجال التشجير والحدائق ووضع التصاميم والمعايير التخطيطية لإنشائها وتصميمها وتنسيقها وتحديد أنواعها علاوة على إظهار موضع جمال التصميمات المعمارية وتحقيق طلب السكان في الترويج عن النفس والترفيه في الحدائق العامة.
الإمكانات المتاحة المحاذية للتصميم الأساسي للمدينة
تحتاج المدينة سنوياً إلى ألاف الهكتارات من الأراضي لنموها وخاصة المدن الكبرى, لذا على المخطط أن يضمن المساحات التي تحتاجها المدينة لفترة زمنية قادمة لا تقل عن 50 سنة , ويكون ذلك من خلال إعداد مخططات هيكلية للمدينة وما يحيط بها, حيث يتم تحديد المناطق التي تتوسع عليها, ويمنع استغلالها باستعمالات ثابتة, من خلال عدم السماح للبناء بما يخالف التصاميم المعدة في المدينة.
امكانيات تفعيل دور الحدائق ضمن إطار الأحياء المستدامة
استنادا (201 ,Municipalities Canadian of Federation ((السكيل، 2003)، (الزام و المزيد، 2023(.
من الإضاءة على النقاط السابقة يمكن استكمال التصميم الحضري في تخطيط الأحياء السكنية من خلال دمج العناصر التي تعزز قابلية العيش والاستدامة الشاملة للمنطقة. بعض الطرق لتحقيق ذلك تشمل: تطوير متعدد الاستخدامات: يمكن أن يؤدي دمج المساحات السكنية والتجارية والترفيهية داخل الحي إلى إنشاء مجتمع أكثر حيوية وقابلية للمشي.
المقترح لدور الحدائق في منظومة الأحياء السكنية المستدامة
) UN- ،(Federation of Canadian Municipalities, 2016) ،(Barton, Grant, & Guise, 2023) (2023 ,Programme Environment،(
الاستنتاجات ترتبط الاستدامة بالتنظيم الفراغي في تقليل مسافة الوصول والانتقال بين المنظومة (مبنى او تجمع حضري)، كذلك التعامل الناجح مع العلاقات المكانية للفراغات من حيث الحركة وتدرج الوظائف لتأثرها بالمظاهر الوظيفية التي تحملها الفضاءات ضمن أي منظومة بمستوى التنظيم الفراغي .
الخاتمة:ان اتخاذ اجراءات حقيقية وجوهرية امر حتمي لمستقبل مستدام لذلك من الملح بشكل خاص ان ندمج الطبيعة في تصميم وبناء المساحات الحضرية وشبه الحضرية نحو نهج متكامل باستخدام الحلول والاستراتيجيات التي يمكن ان تستجيب بشكل كامل لمشاكل متعددة في وقت واحد.
المراجع: